عبدالله الذويبي – تشكل طرق القوافل جزء من تاريخ الحضارة العربية قديما حيث يسهل معها الانتقال من مكان إلى آخر. وليس من شك فإن السراة والطائف احد اهم الأماكن وثيقة الصلة بمكة في كافة المجالات
تعد رويعات الجماله من أهم ممرات القوافل بسراة بني سعد جنوب شرق الطائف وتعني كلمة رويعات الرِّيعُ : و كانت الرويعات يسلكها المسافرون وقوافل الحجاج القادمة للحج من اليمن وأطراف قرى جنوب شرق المملكة ، حيث يعد مسلكاً آمناً لهم ، قبل مئات السنين بسبب موقعه الجغرافي المميز ، كونه احد الممرات الهامة للدخول إلى الطائف ثم إلى مكة من جهة الشرق.
وتقع رويعات الجماله في جهة شرق الطائف بمسافة 64 كيلو مترًا، وتعد معلمًا تاريخيًا يحكي قصص سالكيها من التجار والحجاج ، حيث رُّؤية حولها العديد من القصص ومن أبرزها كما يرؤيها كبار السن ” ومنهم الشيخ محمد بن رجا بن عميرة الذويبي الذي عاصر تلك الحقبة حيث يروي لنا ما شاهده بأم عينه قائلاً لـ سراة بني سعد ثلاثة طرق قديمة تسلكها القوافل الطريق الاول مع الحدباء والطريق الثاني مع اودية الذويبات مروراً بالصبخه ثم العقبة والبرم والأسالة وادي كلاء وأطراف من وادي المجمعة احد اكبر اودية المناصير الثبته ثم نقب السن ثم بئر المسد حيث يلتقي مع الطريق الثاني الآتي من العقبة والخلط ورويعات الجماله ثم يلتقون في مضلله بينما تلتقي جميعها في ليه ومن ثم الطائف وتجتمع تلك القوافل في غيران أم السباع في الطائف او بما يعرف قديماً غيران الجلابه ثما تتجه حسب رغبة قائد القافلة أنا ذاك فمنهم من يسلك طريق كرا ومنهم من يسلك طريق القوافل بـ قرية السنح وجبل عفار الأقدم والأسهل ، نزولاً الي وادي نعمان والدخول الي المشاعر المقدسة وأضاف قائلاً كان للحجاج السالكين لرويعات الجماله شأن عظيم لدى الاهالي في قرى سراة بني سعد عامة و قرى الذويبات الثبته خاصة حيث كانو يهتمون بهم ويكرمونهم ويوزعون عليهم بعضا من القروش وهذا في ذالك الوقت كان له شأن عظيم والهدف منه معونه تعينهم في مواصلة السير إلى مكة كما ذكر لنا بان الاهالي كانو يستضيفونهم حيث لايوجد في ذالك الوقت فنادق او استراحات او منتجعات وانما كانو يضيفونهم في منازلهم ( مبيت ) وفي الصباح يفطرونهم وكانو الاهالي يفرحون بذالك ويتباشرون بانهم اكرمو ابناء السبيل والمقصود بابناء السبيل هم حجاج بيت الله الحرام ، ومن المعروف ان سالكي طريق رويعات الجماله من المسافرين والحجيج يمرون بوادي الشوحطة أكبر اودية الذويبات كما يمرون بمسجد حليمة السعدية وبالميرادة وفضية الطوي وبئر المسد في وادي الحمضه وجناب الحصان وجناب المبرك والعديد من الفياض وهذي من اهم المميزات التي يتميز بها طريق قوافل رويعات الجماله عن غيره كما ذكر لنا الشاعر محمد سعيد الذويبي الثبيتي ، ما شاهده عندما كان صغيرا في كنف والده حيث يقول كان والدي رحمه الله يخرج مالذ وطاب من مزرعته لعابري السبيل من الحجاج حيث كانت تسير تلك القوافل بمحاذاة مزرعة والدي ، بل كان يحصد القمح ويؤجر عليه اناس لكي يقومون بطحنه على الرحى ويوزع الطحين على الماره من الحجاج مع بعض من الفواكة مثل العنب والتين ( الحماط ) وغيرها من المحاصيل الزراعية في ذالك الوقت ) كما ذكر لنا الاستاذ. عبدالملك بن عميرة الذويبي المتخصص في علم الفلك الزراعي انه واكب تلك الفترة وشاهدها بأم عينه ….. رويعات الجمالة عرفتها لسنين في يومي مرتين على الأقل مشيا على الأقدام من ضمن من سلكها من الحجيج وأصحاب التجارة والرعي الأتين من الجنوب متجهون للطائف ثم مكة المكرمة فمنها عبر وادي الشوحطة ومن جوار قرية حليمة الى مظللة فالسر ولية إلى الطايف فهناك نقطة تجمع للجلابة ومسمى بإسمهم غار الجلابة وقد قضينا فيه ليلة أنا ووالدي وجمع من أصحاب المواشي المتجهين لمنى ثم منه عبر الضحياء ثم جبل عفار والسنح نزولا إلى وادي المضيق ثم نعمان إلى مشعر منى وأخرون استخدموا السيارات وكانت قليلة ويفضل الكثير بالمشي بمواشيهم على الأقدام إلى مكة من سراة بني سعد وهذا من الطرق أو الدروب التي كانت تسلك من سراة بني سعد لمكة وقد يسلكون بعض المناطق السهلة على جمالهم مثل وادي الأسالة ثم وادي المناصير ووادي الحمضة حتى مظللة نقطة تجمع للقوافل ويسلك الطريق المعتاد إلى الطايف وتجد القوافل تسلك تلك الطرق جماعات وفراد ويجدون ما تجود به أيدي من كان على تلك الطرق من بر أو فواكه كالتين والعنب والرمان وقد يصل الأمر الي قطعة خبز او بضع قروش تعطى للعابرين خاصة الحجاج لعونهم على الطريق وقد يبيتون عند أهل الديرة لعدم وجود فنادق في ذلك الوقت لآن تنقلهم على الجمال ومواشيهم سيرا على الأقدام والحجيج ليس معه إلا لبسه ويجد مأواه وغذاءه عند سكان سراة بني سعد واهناك طريق آخر من أقصى الجنوب إلى السحن ثم الحدباء فالمعدن ثم عباسة يليها ثمالة فالفعور ثم الطايف والى مكة رافقت والدي وجدي وأنا صغير ورأيت الكثير من الجمالة يسلكون تلك الرويعات حتى من كان يذهبون للمناسبات كالزواجات والأعياد يسلكون الرجال تلك الدروب سيرا على الأقدام وقد يكونون بصحبة الماشية أول الجمال خاصة البدو الرحل الباحثين عن الماء والكلاء والدفء أيام البرد ينتقلون للمنخفضات كوادي نعمان وسواحل تهامة ويرجعون للسراة عند اشتداد الحر وقلة الكلاء الذي تقضي عليه حرارة الشمس فلا تنقطع تلك الدروب من سالكيها طوال اليوم وقد ترى هودج العرائس تعبر تلك الدروب من قرية لقرية أو من منطقة لآخرى لذا لكثرة الجمالة السالكين لتلك الدروب بما فيها رويعات الجمالة حتى سميت بإسمهم ( رويعات الجمّالة) وكم من حفاة سلكوا تلك الدروب حفاة يريدون حجا أو جريا وراء جمالهم أو مواشيهم. وكم من الأيام تستغرق رحلتهم التي تقطع اليوم في ساعات.
واشتهرت رويعات الجمالة على امتداد طرقها بفياض المياه ” والآبار” التي تنتشر حوله والمناطق الرعوية التي تكثر فيها الأعشاب في فصل الربيع، وقد كان يستوطنها سنويًا عدد كبير من القبائل العربية وذلك لرعي ماشيتهم من الأغنام والإبل فيها، والسكن بقرب تجمع مياه الأمطار التي تتكون في الخباري التي ينهل البدو وماشيتهم منها.
وأوضح الباحث في التاريخ الدكتور خالد بن عبدالله آل زيد الباحث بجامعة أم القرى أن الدراسات والمكتشفات الميدانية، توحي ان سراة بني سعد تعد من أقدم الأماكن التي شهدت استيطان الإنسان فيها منذ عصور ما قبل التاريخ، حيث انتشرت الرسوم والنقوش الصخرية في العديد من الجهات للمتفرقة من الجبال والشعاب والصخور كتلك التي توجد على امتداد طريق نصب الجراد وكذالك امتداد وادي الحمضه وامتداد وادي وجبل شنيصر والجبال المشرفة على فضية الطوي و امتداد طريق افعه ووادي اللحن واطراف من جبل فرعة عميرة المطل على بئر السبيخة إلى الشمال من رويعات الجماله، ،التي جاءت تسميتها من كثرة سلوك جمال القوافل لها كطريق رئيسي لقرية الشوحطة ويمر ويتصل بجهات عديدة في السراة إلى الطائف ومثله جبل النصب القريب منه، كما أن لموقع سراة بني سعد وخصائصها الفريدة ان كانت تقطعها بعض الطرق الهامة التي تؤدي إلى الطائف وسوق عكاظ والفسوح والمراعي الواقعة في شرق السراة وكان لهذه السراة وشائج قديمة مع مكة المكرمة حيث كانت تمدها بالكثير من المنتجات والحبوب والأغذية ولذلك أصبحت تابعه لها ومن اهم الطرق القديمة التي كانت تقطع قرية الشوحطه ، بحكم قربها من مدينة الطائف والاستقرار البشري وغيرهم، واتصال تلك الحضارات فقد يكون هناك طرق قد سلكت عبر المنطقة وتمر رويعات الجماله ، وهذا يعتمد على وجود مناهل الماء وتوفرها .
يذكر أن رويعات الجماله , في الجهه الجنوبية الشرقية لقرية حليمة السعدية قرية الدهاسين الذويبات وادي الشوحطة
ويطالبون اهالي سراة بني سعد الجامعات والمؤسسات والمراكز الثقافية والحضارية بالدراسة والاهتمام بتراث هذه الارض التي تشكل جزء من الوطن
وفي ختام تلك القاءات الميدانية لـ صحيفة مكة الاكترونية في سراة بني سعد مع وجها واعيان وأدباء ومفكرين وأكاديميين سأل الجميع الله عز وجل أن يحفظ بلادنا العزيزة وأن يديم عزها ورخائها واستقرارها وأمنها وإيمانها في ظل القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين ، وسمو ولي العهد الأمين، وأن يجزيهما خير الجزاء وأوفاه، وأن يمد بعمرهما على طاعته ويبقيهما ذخراً للبلاد والعباد.
ماشاء الله تبارك الرحمن موضوع شيق جدا ومحهود ملموس من اعلامي كبير يستحق الثناء والشكر على اهتمامه باهل ديرته وقريته خاصه قرية حليمه السعديه جنوب الطايف رائع رائع يابو ناصر عبدالله الذويبي ابن الشاعر المكبير محمد سعيد بالتوفي والى الامام يالغاااالي لا عدمتك ابن عمك حامد الذويبي