اتجهت معظم المؤسسات الإدارية المعاصرة نحو مفهوم “رعاية المستفيد”؛ بغية معرفة رأيه فيما يقدم له واختصار الزمن في عملية التقييم والتصحيح التي تُعالج العيوب والأخطاء، وهذه الأساليب الاحترافية أصبحت سمة الإدارات المتطورة التي تحظى بقيادة واعية وفرق عمل مميزة، وقد وصلني كغيري من أعضاء هيئة التدريس بالجامعة دعوة كريمة من سعادة رئيس جامعة أم القرى؛ لحضور ملتقى التجربة الشاملة ورؤى لمستقبل الجامعة، وقد عنونت الدعوة بأنها شخصية كل باسمه، والمعنى أن الأساليب الإدارية المتبعة بالجامعة تقفز على رتابة البيروقراطية، وتكسر حواجز الوصول إلى المستفيدين والمشاركين؛ بهدف تحقيق التكامل في تحقيق المستهدفات، واختصار الوقت والجهد.
وكان من مضامين هذه الدعوة ما مفاد أن سعادة الرئيس سيتطرق لملفات جدًا جدًا مهمة في لقائه تمس أعضاء هيئة التدريس ومستقبل الجامعة؛ بالإضافة لمعرفة مخرجات مشروع التجربة الشاملة في جامعة أم القرى، وما هي التحديات التي ستنتقل للمرحلة الثانية، وكان من ضمن العبارات المشوقة لحضور الدعوة نتمنى مثل ما رأيناكم في حضوركم الجميل لورش العمل يكون الحضور في هذا اللقاء لأهميته الكبيرة لكم.
والحقيقة الواضحة أن المهتمين والمعنيين بالتطوير وتسريع الخطوات نحو المستقبل في كافة المؤسسات المجتمعية عليهم الاستفادة من هذه الرؤى الثاقبة التي تتم في معقل الخبرة (جامعة أم القرى)، والوصول المباشر للمستفيد والمشارك فالإدارة العصرية أصبحت تعتمد فعليًا على الوصول المباشر للمعنيين، وهذا من شأنه أن يكشف نقاط الضعف والقوة في واقع الخدمات والأداء الإداري، وهذه العملية تُشبه تمامًا ما اتبعته الشركات والمؤسسات العملاقة التي حققت أهدافها قبل الوقت المحدد بأقل كلفة وأعلى جودة، وأصبحت تنافس غيرها في رعاية المستفيد وإشراكه في قراراتها واتجاهاتها ومسيرتها نحو المستقبل.
0