همس الحقيقة
أتفهّم كثيرًا الحب الكبير الذي يحظى به اللاعب الكبير الأسطورة رونالدو والمكانة والشعبية الجارفة التي يتميّز بها عند كافة عُشاقه، وأتفهم أكثر أن دموعه غالية جدًّا عندهم، وتساوي وزنها ذهبًا، ولكن حينما كان يحصد الذهب لناديه الذي يلعب له ولمنتخب بلاده عبر بطولات خيالية وانتصارات مذهلة كانت تبكيه وتبكي محبيه من شدة الفرح.
-كل هذه المشاعر الصادقة المبنية على أحداث سارة تُبهج القلب، وتنعش الصدر بكمية هائلة من أكسجين السعادة لها من وجهة نظري، أراها منطقيةً في تقبل دموع هذا اللاعب الفنان”الفلتة”، وفي حجم الاحتفاء به وبدموعه المعبرة عن مشاعر تفجّرت لقيمة وفخامة الإنجاز الذي تحقق لكن أن يبكي بكاء الأطفال كما شاهدناه، ويتم”الاحتفاء” بدموعه بعد “هزيمة” لا تُنسى لناديه نادي النصر الذي كان واحدة من أهم وأبرز أسباب التعاقد معه تحقيق البطولات والمرحلة الانتقالية النوعية التي تشهدها الكرة السعودية وأنديتها، وأن يكون سفيرًا مميزًا لناديه في المحافل الدولية والعالمية، ولعل من أبرزها بطولة كأس العالم للأندية بنسختها الأولى الجديدة؛ إضافة إلى ألقاب تُضيف للنصر رصيدًا يرفع رصيده من البطولات المحلية مثلما حقق ذلك الأسطورة ماجد عبدالله، وكان له دور كبير وعامل مؤثر وفعَّال في تفوقه على المنافس التقليدي وخصمه اللدود نادي الهلال في مرحلة “ذهبية” من مسيرة هذا الكيان الكبير. إلا أن رونالدو للأسف الشديد خذل كل النصراويين ومحبيه في نهائي “أغلى” البطولات، وفي يوم “تاريخي” لن يتكرر، وقد أصبح “الزعيم” في أضعف حالاته وأسوأ المواقف التي لم يسبق له أن تعرض لها في مسيرته الكروية عقب فرصة عمر حضرت تمثلت في تواجد حكم “عادل”، كان يُطالب به من ناحية ومن ناحية أخرى طرد اثنين من لاعبي الهلال تجعل منه عريسًا في تلك الليلة “يسرح ويمرح” على كيفه في هز شباك عقدته الحارس المبدع “ياسين بونو” إلا أنه ضيع على نفسه وعلى ناديه فرصة لا تعوض لنصر تمنى “فريسة” يشبع فيها لطمًا وأكلًا يسجلها التاريخ في صفحاته.
-بعد خيبة الأمل وحاجة “تكسف”ومشهد بالنسبة لي”مضحك” راودني سؤال في لحظه إجهاشه بالبكاء ألا وهو “على إيه تبكي يا رونالدو؟” على خيبتك أنت وزملائك اللاعبين ؟ أم على عدد كبير من مصيدة التسلل وقعت فيها في هذا النهائي وفي أكثر من مباراة وعلى فرص محققة أهدرتها.
-نعم تبكي على إيه على “احتجاجات” ياكثرها ب”الكوم” ضد حالات تحكيمية لا تستدعي من نجم كبير “يفهم كورة” يعمل منها قصة ومشهدًا تراجيديًا للاعب يجيد ببراعة “التمثيل”مستفيدًا من ملاحقة كاميرات المصورين له و”براءة” الوجه التي تظهر في ملامحه.
-عذرًا أيها “الأسطورة” العالمي لن أسمح لحروفي ب”مجاملتك”، ولا لمشاعري أن تتعاطف معك ومع دموع لاعب يُجيد التلاعب بمشاعر محبيه كنا نلتمس العذر لك لو كنت في ذلك النهائي”النجم الأول، وقدمت لنا لمحات من إبداعك الكروي، وساهمت مع فريقك تقديم صورة مشرفة على مستوى الأداء الفني ووقف الحظ والتحكيم ضدكم وبالمرصاد حينها نمسح دموعك ونقبلها”.
-عذرًا لن أذهب من إعلام يحب”الأكشن”، وأثني على “شغفك” لكرة القدم وكُرهك للهزيمة؛ فأنت أكبر من ذلك ومن مشهد يذكرني بطفل يبكي لمن ينتزع هدية من يديه فأنت أكبر بكثير من أن نراك في ذلك “الحزن”، وأنت يا أسطورة قد عودتنا أن تكون عنوانًا لأيقونة الفرح والجمال.
0