في هذه الأيام الفضيلة مع موسم الحج تراود ذاكرتي مواقف وأحداث لشخصيات لها ارتباط متماسك مُستدام ومشهود بمكة المكرمة والحج، ذواكرنا لا تنساهم والرغبة في ذكرهم ليس من أجل التعويض أو المساعدة بقدر ما هو عرفان بجميلهم ونوع من التكريم واقتداء بسيرهم، ثم الأهم تشجيعًا وتحفيزًا للأجيال المتعاقبة على التميُّز في العطاء والجودة بالأداء، أذكر أنني قبل 23 عامًا كنت قد طرحت فكرة تبني تكريم ابن مكة البار الشيخ/ عبد الرحمن فقيه، وذلك بعد أن أشرت باختصار إلى بعض من منجزاته التي تدعم الاقتصاد الوطني وتحرص على مراعاة المستهلك والجوانب الاجتماعية والإنسانية والخيرية التي تميز بها، ولم تكن تلك المرة الأولى التي أدعو فيها إلى تكريمه وتكريم كل من يكون له بصمات مميزة ومنجزات جبارة تخدم هذا الكيان الشامخ بكل ما تعنيه الكلمة من معنى .. وأشرت في تلك الأطروحات إلى أنني تلقيتُ تعقيبًا كريمًا من الشيخ عبد الرحمن يؤكد فيه إلى “أن ما وفقه الله للقيام به من أعمال أو مشاريع إنما هو واجب عليه وبدعم من الدولة وتشجيعها، خصوصًا وأن الله -عز وجل- قد أكرمهم بمجاورة بيته الحرام والكعبة المشرفة، وتمنى أن يؤدي بعض الواجب نحو هذا الجوار المبارك”، وأذكر حينها أنني حزت على دعم معنوي كبير؛ وذلك بالعدد (16944) من صحيفة “البلاد” لما كنت قد طرحته متمثلًا في رسالة من الأديب والإعلامي المميز الأستاذ/ حمد القاضي موجهة إلى سعادة رئيس التحرير آنذاك الأستاذ الخلوق/ علي الحسون؛ وذلك من خلال زاوية (خاص ولكن للنشر) أشار فيها معقبًا على المقال المشار إليه أعلاه حول الدعوة إلى التكريم، وأنه حقًّا يستحق التكريم من أهل مكة الغالية والأعزاء ذلك أنه أصبح أحد علامات مكة المكرمة ورجال أعمالها، والذين خدموها ووضعوا جاههم ومالهم من أجل الإسهام في نمائها، وهو لم يرضَ بغيرها سكنًا وكيف وهو يجد سكينة النفس فيها، وكان حرصه على مراعاة ظروف المستهلك خلال ثلاثة عقود وتوازن المصالح لما فيه صالح الجميع، وقد أشار إلى جانب مهم وحيوي؛ وذلك بدعوة موفقة لأبناء مكة المكرمة وخص منهم يومها بالذكر ابن مكة الوفي معالي الدكتور/ محمد عبده يماني -رحمه الله- بتبني فكرة تكريم أبناء مكة المكرمة لأحد أبرز أبنائها المخلصين، وبالعدد (16950) قرأت تعقيبًا آخر تحت عنوان: (فقيه يستحق التكريم) للأستاذ/ محمد أحمد العلي يعقب فيه داعمًا الفكرة وكم نحن فخورون بمثله؛ فهو يمثل (رجل الأعمال الوطني) المتميز، والذي وفقه الله وسخره لأعمال جليلة ليس هذا مقام سردها، ونسأل الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناته، ما أجمل أن نجد من يتبني فكرة التكريم المجتمعي وسرد سيرته المتميزة؛ وذلك بالصورة التي تليق بتاريخ ومنجزات الوجيه، وأنا هنا سأستعرض بعض المهام والمناصب التي كان يشغلها والتي قاربت 45 مجالًا بعيدًا عن الاقتصادية منها رغم أنها كانت داعمة للاقتصاد والتنمية، وسأكتفي برؤوس عناوين للمهام التي تخدم المشاريع الخيرية والمجتمعية والتعليم. مؤسس ورئيس مجلس إدارة مركز فقيه للأبحاث والتطوير، مؤسس ورئيس مجموعة فقيه للمشاريع السياحية، مؤسس مركز آسيا لغسيل الكلى، مؤسس مدارس عبد الرحمن فقيه النموذجية بمكة، عضو مجلس الأمناء في مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين، عضو مؤسس ونائب رئيس مجلس الإدارة في مركز الأمير عبد الله للتنمية البشرية، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة مكة للإنشاء والتعمير، رئيس مجلس أوقاف مكة، عضو مجلس إدارة جريدة الندوة، عضو مجلس الأمناء بإدارة هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية، رئيس جمعية مكة للتنمية الاجتماعية بالنيابة، أمين وعضو لجنة السجناء المعسرين بمكة، عضو لجنة إصلاح ذات البين بمنطقة مكة، عضو لجنة الساقية والرفادة بمكة والمشاعر المقدسة، عضو جمعية مراكز الأحياء بمكة، عضو هيئة الإشراف على مدارس الجاليات، عضو مؤسس في مجلس الشركاء بكليات العلوم والتقنية، عضو في مجلس إدارة المستودع الخيري بمكة، عضو شرف مركز جدة للعلوم والتكنولوجيا، مؤسس بجمعية الأطفال المعاقين بمكة، عضو الجمعية الخيرية لمساعدة الشباب على الزواج، عضو شرف مجلس إدارة نادي الوحدة الرياضي، عضو شرف جمعية البر الخيرية بالطائف، عضو مجلس رجال الأعمال السعودي الأمريكي، عضو مجلس إدارة مبرة شهداء الحرم المكي الشريف، رئيس الغرفة التجارية الصناعية بمكة، عضو مجلس إدارة شركة الكهرباء بمكة والطائف، عضو مجلس إدارة المؤسسة العامة للموانئ، عضو المجلس البلدي لمكة، عضو المجلس التأسيسي لمركز مكة الطبي، عضو مجلس منطقة مكة، عضو لجنة الخدمات والمرافق والتطوير بمجلس منطقة مكة، عضو جمعية البر الخيرية بمكة المكرمة .
ولا أنسى دوره في مشروع تشجير صعيد عرفات الذي فاز بجائزة مكة للتميز؛ حيث حوَّل موقع أعظم نسك في الأماكن المقدسة من أرض صحراوية إلى منطقة خضراء ترويها المياه، الأمر الذي غدت فيه أرض عرفات أكبر غابة طبيعية لشجر “النيم” الذي يستظل تحتها ضيوف الرحمن من وهج الشمس وضرباتها.
وقد حظي الشيخ/ عبد الرحمن بالعديد من الميداليات من: ميدالية الاستحقاق من الدرجة الأولى عام 1388هـ وشهادة المزارع المثالي في مجال تربية الدواجن من وزارة الزراعة بالمملكة عام 1406هـ ثم توج ذلك بوسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى لرجال الأعمال المميزين لعام 1420هـ.
ختامًا.. أتمنى أن لا يكون الاختصار مخلًا سائلًا المولى -عز وجل- للشيخ عبد الرحمن الصحة ودوام التوفيق والسداد، الذي لم أتشرف يومًا بلقائه، ولكنني تشرفت بقراءة ومتابعة منجزاته، والله من وراء القصد.
0