المقالات

قتل الخراصون

وردت كلمة “الخراصين” في أكثر من خمسة مواقع في القرآن الكريم، وكلها تأتي بمعنى الكذب، ولكنه نوع من الكذب المعتمد على التخمين ليس إلا، ولا زلنا نستخدم الكلمة في جنوب المملكة، وهي بمعنى (خمن)، فتقال للشخص عندما يطلب منه تقدير شيء لا يعرف عنه شيئًا يقينًا أو التخمين لشيء ما.
لكن الخارصين أو العرافين الآن أصبحوا مهنيين؛ واتخذوها حرفة واسترزاقًا؛ وادعاء بمعرفة الأرقام الفلكية وعلم النجوم، وبين فينة وأخرى يطل علينا أحد العرافين أو إحداهن، بكذب وادعاء يُشبه الصدق؛ وصدقهم كذب، ما يصدق ويصدف من ادعائهم؛ مخطط مخابراتي تقف خلفه جهات خبيثة؛ مهمتها استئجار ببغاوات لترديد ما يتم إملاؤه عليهم، سواء بالبلبلة وبث الرعب والحرب النفسية؛ أو لجس النبض ومعرفة ردات الفعل لدى العامة والشارع، ونادرًا ما يكون لهذا الفعل القبيح ردات فعل إيجابية لهذه الجهات الداعمة (للخرّاصين).
“الخراصون” مدعو الكذب بناءً على التخمين من عند أنفسهم أو بما توحيه عليهم الجهات المستأجرة لهم، (وَإِنْ هُمْ إِلا يَخْرُصُونَ)(سورة الأنعام الآية 116)؛ لإيثار البلبلة والتي قد تصل إلى الرعب أحيانًا، كما حدث أثناء وباء كورونا، وكما يردد الآن أن هناك وباءً قادمًا ويحذرون منه، ومنظمة الصحة العالمية هي من تبث هذا الرعب والأنباء؛ أو أنها عاجزة عن نفيه لعدم القدرة والمعرفة أو لضغوط عليهم من جهات أعلى وأقوى.
أما خرّاصي لبنان وحزب الشيطان؛ وما تردده بعض العرافات المشهورات من ادعاءات كاذبة بوقوع أحداث؛ مثل: زلازل وبراكين وحدوث فوضى في بلد ما، وبعض ما يردد إما بتركيب الصوت بالذكاء الصناعي؛ أو نطق واقعي لها ولمن يجري الحوار معه أو معها…
ما يروج له من بلبلة وإثارة شعارات وتوقع أحداث غير جيدة، وما يسعون إلى إثارته لدينا في المملكة، لن يؤثر -باذن الله- ولن يبلغوا مرادهم في شعب خلف قيادته الشامخة كالجبال، ومحاولة إثارة الفتنة وزعزعة الأمن التي يسعون لها؛ لن تجدي نفعًا، فالقيادة خلفها جبال راسية من شعب وفي مخلص؛ وكأنهم طويق بكبره، وشدا بشموخه، وأحد بقدره وحبنا له، إنها الجبال الراسخة التي لا تهزها الريح، شعب المملكة قبائل عربية عريقة أصيلة قوية مؤمنة بالله، وثقتها بالأسرة المالكة وما يتمتع به الملك سلمان من حكمة؛ غرسها في أبنائه والأسرة والشعب، وبقائد وصاحب الرؤية التي أدهشت العالم، سمو الأمير/ محمد بن سلمان، والذي باعترافات الغرب وبإجماع العرب والمسلمين وكل أفراد الأسرة المالكة أن سمو الأمير محمد بن سلمان هو قائد مسيرة السلام وقائد فذ، وشعب المملكة يثـقون فيه وفي أنفسهم، شعب عدده ثلاثين مليون كلهم يعتبرون رجال أمن، ويقفون صفًا واحدًا خلف القيادة، ومعهم حوالي عشرة ملايين مقيم من الدول الاسلامية والعربية، يعتبرون أنفسهم مواطنين، وهذا وطنهم والأمن أمنهم والسعودية بلدهم الثاني، ويضحون من أجلها بأنفسهم، حتى الذين لديهم مذاهب أخرى أو دين آخر.
لا أود أن أخرُص مع الخراصين؛ لكني متأكد أن المملكة (يحرسها الله) ومستقبلها والحج والحجاج في أيدٍ أمينة، ولن يحدث -بإذن الله- ثم بحكمة القادة ما يعكر صفو العبادة والشعيرة، وبالرغم من حرارة الأجواء في هذه الأيام، إلا أن كل شعب المملكة في خدمة حجاج بيت الله، فهناك من يُطعم وهناك من يُسقي، وهناك من يفرد المظلات لاتقاء الحرارة، وهناك من يُسهل الطرق، والجميع يرحب بحجاج بيت الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى