المقالات

في كل حج الأمن خط أحمر

نادي المنادي في الناس منذ القدم بالقدوم إلى الرحاب الطاهرة فوصل الصوت الصادق إلى القلوب قبل الآذان؛ للقيام بأعمال مقدسة خالصة لخالقهم فأدوا مناسكهم في البيت الحرام بكل أمن وأمان وسكينة، وكان ومازال لهذا البيت حرمة عظيمة لا يتجاوزها إلا هالك، ولا يخالفها إلا خاسر، وهنا ولله الحمد هذا الأمن والأمان قائم حتى يومنا هذا في بلاد الحرمين الشريفين ترعاه دولة آمنت برسالتها الخالدة منذ نشأتها فسعت وتسعى وبهمة عالية؛ لتقديم كل ما يمكن تقديمه من خدمات وتسهيلات تكون خير معين للحجاج والمعتمرين والزوار، وشعب نبيل لدى مواطنيه اعتقاد راسخ بأن خدمة الحاج والمعتمر واجب ديني حتى قيام الساعة. فأصبح ولله الحمد كل حاج يؤدي مناسكه بكل يسر وسهولة على الرغم من كثافة الأعداد البشرية في مساحة محدودة، وأيام معدودة ولكن هذا فضل الله يؤتيه لكل من عزم وبصدق التوجه له وحده لا شريك له.

وفي ظل الجهود العظيمة المبذولة من الدولة_وفقها الله_ وبتوجيهات من القيادة الرشيدة، وعبر سواعد رجالها الأبطال من المدنيين والعسكريين على حد سواء من تذليل الصعوبات كافة، وتسهيل عامة الإجراءات، وسرعة الإنجاز، والعمل وبقوة؛ للمحافظة على أمن واستقرار وسلامة ضيوف الرحمن في الحرمين الشريفين منذ وصولهم حتّى مغادرتهم إلى أوطانهم بسلامة وأمان إلا أنه وبكل حج للأسف لابد وأن تظهر علينا بعض الأصوات النشاز التي تأمل من خلالها تعكير صفو الحج والحجيج بكلمات جوفاء، وعبارات لا مبرر لها ولا تدل على أي مسؤولية تذكر، أو وعي وهي في الأساس تنبع من نفوس مريضة اعتادت على الغوغائية، والفوضى ونسوا أن هذه الدولة تؤكد دائماً وأبداً أن لا تسييس في فريضة الحج، وترفض تماماً العبث بالأمن، وأن الأمن خط أحمر يطول ويطول كثيراً ويمتد ليشمل الحج والحجاج، ومكة المكرمة، والمدينة المنورة، والمشاعر المقدسة عرفات ومنى والمزدلفة ليصل للوطن الغالي بأكمله.

الجميل في هذا الحج وفي كل حج مبارك أن أبناء هذه البلاد الطاهرة وبتوجيه مباشر ودعم ومساندة من قيادتهم الرشيدة يدركون كل المسؤوليات المناطة بهم، والمهام الملقاة على عاتقهم، ويتفهمون لكل الظروف المحيطة من حولهم، ويقومون بواجباتهم الدينية والوطنية على أكمل وجه وبكل همة شامخة، ويعزم متوقد كل فيما يخصه، وفي المقابل الحزن كل الحزن على العقول المغيبة، والنفوس السقيمة؛ لأنهم لا يدركون في الأصل أن المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، وأيضاً لايدركون أن الأمن مطلب حتمي فلا مساومة فيه، وأن الأمان غاية هامة فلا تفريط فيه، وأن النظام ركيزة أساسية فلا تهاون في تطبيقه على الجميع، وأن العدالة تأخذ مجراها على كل معتدي سولت له نفسه المساس بأمن الحج والحجيج في مناسبة إسلامية عظيمة خص الله فيها المسلمين دون غيرهم. وعلى أي حال في كل حج، وفي هذا الحج تحديداً كُتب البيان، وبُعثت الرسالة بأن الأمن خط أحمر والعقلاء فقط يدركون مابين السطور، ولا عزاء للمرجفين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى