إمكانات تقنية عالية المستوى؛ مُعزّزة ببنية تحتية رقمية حديثة، سخَّرتها حكومتنا الرشيدة، بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء؛ والتي تندرج ضمن إطار توجيهاتهما السديدة – حفظهما الله ورعاهما –، التي تؤكد دائمًا على بذل أقصى ما يمكن لخدمة حجاج بيت الله الحرام في كل موسم حجّ، وتحقيق مستهدفات برنامج خدمة ضيوف الرحمن؛ أحد برامج رؤية السعودية 2030، والحرص على تقديم خدّمات رائدة خدمات وذات جودة عالية لضيوف الرحمن حُجاج موسم حج هذا العام 1445هـ على وجه الخصوص، والارتقاء بالخدمات التي تتشرّف الجهات المُختصّة وذات العلاقة بتقديمها لهم، لتمكينهم من تأدية مناسكهم بكل يسر وسهولة، ممّا يُعزِّز من جودة الخدمات المُقدّمة لهم، وتُسهم في تحسين تجاربهم وإثرائها، وبالتالي عكس الصورة المشرقة والحضارية للمملكة.
هذه المنظومة التقنية الحديثة التي تمّ تجهيزها لحجاج هذا العامّ؛ تتمثّل في أبسط صورها في التوظيف الأمثل لتقنية المعلومات والاتصالات وتمكين التحول الرقمي، وأتمتة منظومة الخدمات، ورقمنة الإجراءات، وتسخير التقنيات الذكية الجديدة والحديثة والحلول الرقمية؛ وتقنية الواقع المعزز 3D، وتقنية Wi-Fi، والمنصة التفاعلية الرقمية، وتقنية QR code، وتقنية CHAT BOT، وتقنية المجال القريب NFC، والخرائط التفاعلية، والتطبيقات والمواقع الإلكترونية، والبطاقات الذكية، والروبوتات، بالإضافة إلى اعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي في عدة مجالات، كمنصة الحج والعمرة والزيارة وتطبيق مبرور، وتسخير التقنية لخدمة الإنسان بأبهى صورها، والتي جميعها مبنية على رؤية السعودية الطموحة ٢٠٣٠، مع الحرص على استدامة ثقافة الإبداع والتميز.
وبإشراف مباشر من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز، وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، وبتوجيهات ومتابعة مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، صاحب السموّ الملكي الأمير خالد الفيصل، وصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن مشعل بن عبدالعزيز، نائب أمير منطقة مكة المكرمة، نائب رئيس لجنة الحج المركزية، تمّ – وقبل وقت مبكر – استعراض جاهزية خطط الجهات ومؤشرات الاستعدادات لموسم حج العام الحالي 1445هـ، ومختلف الخدمات التي تهدف لتمكين ضيوف الرحمن من أداء شعائرهم الدينية بكل يسر وسهولة.
وكشفت الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة عن تنفيذ خطتها الخاصّة بموسم الحج، والتي تشمل تطوير البنية التحتية في المشاعر المقدسة وتحسين خدمات منظومة النقل، ومشروع الأضاحي، إضافة إلى الحملة التوعوية التي تركز على الممارسات الصحيحة أثناء أداء الفريضة. كما شهدت المشاعر المقدسة أعمال وتجهيزات واستعدادات كبرى، حيث تمّ تجهيز مخيمات حديثة بمواصفات عالمية تتميز بالعزل للضوء والحرارة ومقاومة للحريق، وواقية من الأشعة فوق البنفسجية، ويرتبط كل خيمة بنظام تبريد خاص، كما تتوافر بها جميع وسائل الأمن والسلامة، والخدمات المساندة، والخدمات الصحية والنوعية، بالإضافة إلى مشروع إنشاء 7 آلاف دورة مياه باستخدام تقنيات البناء الحديثة، من خلال 123 مجمع بنظام الدورين بهدف رفع كفاءة الخدمات.
ولعلّ من أهم السمات البارزة في موسم حج هذا العام 1445هـ، إطلاق وزارة الداخلية خدمة الهوية الرقمية للقادمين بتأشيرة حج، والتي تمكن الحجاج من إثبات هويتهم إلكترونيًا عبر منصتي أبشر وتوكلنا. في الوقت الذي اعتمدت فيه وزارة الحج والعمرة حزمة من الأنظمة الذكية، والتي تتمثّل في نظام المسار الإلكتروني لحجاج الخارج، ونظام المسار الإلكتروني لحجاج الداخل، كما دشّنت “الوزارة” منصة “نسك أعمال”، التي تستهدف قطاع الأعمال؛ وتُقدم العديد من المزايا له، وتعمل على إشراك رواد الأعمال والشركات الناشئة بمختلف فئاتها، والقطاع غير الربحي، بما يتوافق مع مستهدفات رؤية السعودية 2030. وبدورها؛ دشّنت وزارة النقل والخدمات اللوجستية؛ مبادرة الإسفلت المطاطي المرن في ممرات المشاة بالمشاعر المقدسة لحج هذا العام، والتي تأتي بهدف تحسين الصحة العامة لضيوف الرحمن والارتقاء بجودة حياتهم، كما ستطبق “الوزارة” ولأوّل مرّة، نحو 32 تجربة تقنية جديدة، منها 17 تقنية جديدة تتنوع بين تجارب التاكسي الطائر وتوصيل الطلبات وغيرها من الخدمات المتنوعة، مؤكداً استمرار منظومة النقل في تقديم التجارب الجديدة وتوظيف التقنيات الحديثة لخدمة ضيوف الرحمن. في الوقت الذي قامت فيه الهيئة العامة للطرق، وبالشراكة مع عدد من الجهات ذات العلاقة، بالتوسع في تجربة تبريد الأسطح الإسفلتية في عدد من المواقع بالمشاعر المقدسة، لخفض درجة الحرارة وتقليل الطاقة المستخدمة في تبريد المباني، وتقليل آثار تغير المناخ، وقامت تنفيذ هذه المبادرة، بجانب مسجد نمرة في مشعر عرفات، وذلك بمساحة 25 ألف متر مربع.
هذا غيض من فيض.. وقليل من كثير من ما ينتظر حجاج موسم حج هذا العامّ من تجهيزات كبرى واستعدادات ضخمة، والتي ترمي جميعها للارتقاء بمنظومة الخدمات المقدمة لضيوف بيت الله الحرام لينعموا بأداء مناسكهم بكل يسر وسهولة في أجواء من الطمأنينة والروحانية من جهة، ولمواكبة التطوّر في مجالات التحوّل الرقمي في الخدّمات المُقدّمة لهم خلال فترة وجودهم في المملكة، وللوصول إلى أعلى معايير الجودة في خدمتهم؛ من جهة أخرى.
والله ولي التوفيق،،،
* المُلحق الثقافي بسفارة خادم الحرمين الشريفين في أنقرا