المقالات

السعودية العظمى غيض من فيض

تُعتبر المملكة العربية السعودية الحصن الحصين والحضن المكين، للعرب والمسلمين واحتلت مكانةً خاصة في قلوبهم؛ ففيها نبي الأمة -عليه السلام- ومهبط الوحي، ونزول القرآن، ومهد الإيمان، وأرض الإسلام، ومنبع الدين، وقبلة المسلمين، وقلب العالم الاقتصادي كما أنها محور أساسي إستراتيجي لموقعها الجغرافي وتاريخها العريق الضارب في خاصرة التاريخ وعُمقه”.
كل هذه العوامل الإلهية والبشرية والاقتصادية أعطاها الحق في تزعم العالم الإسلامي؛ بالإضافة لانتهاجها الشريعة الإسلامية فتشكّلت سياستها الخارجية على خط ثابت منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز ومن تبعه من أبنائه البررة، رغم الظروف الإقليمية والسياسية والتحديات آنذاك، والتي استمرت في منطقتنا العربية والإسلامية حتى اللحظة الحاضرة لم تتوانَ عن بذل كل ما من شأنه المساهمة في استقرار المنطقة متخذة الهدوء والاتزان والحكمة والحنكة والتروي شعارًا ومنطلقًا لها”.
ويُجسد كلٌّ من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد -حفظهما الله-، الغيرة الوطنية العربية والشعور بالمسؤولية الإسلامية، وأن يقدموا التضحيات كي تبقى المملكة قوية شامخة حاملة الرسالة الإسلامية، عاملة على تحقيق أهداف الأمة العربية والإسلامية، قادرة على إحباط ما يُحاك لها من المؤامرات الداخلية والخارجية”.
اتضحت الصورة المشرقة للمملكة في خدمة الأمة الإسلامية بالاهتمام بخدمة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة. منذ أن تولى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله -مهام الحكم استهل عهده الميمون بالاهتمام والعناية والمتابعة الكاملة لأعمال توسعات الحرمين، ليؤكد خادم الحرمين الشريفين مواصلة ملوك هذه البلاد الاهتمام بالحرمين الشريفين، ويضع بصمته بعد مسيرة ستة ملوك خلدت بصماتهم في عمارة الحرمين -حفظه الله- بكلمة ألقاها خلال زيارته الأخيرة للمدينة المنورة على أن أولى مهامه حراسة المقدسات الإسلامية والعناية بها الذي وصلت فيه خدمة الحرمين إلى مرحلة لم يسبق لها مثيل.
منذ اعتلاه سدة الحكم دشَّن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، التوسعة الثالثة للمسجد الحرام بـ(100 مليار دولار) بطاقة استيعابية، تُقدر بنحو مليوني مصلٍّ، والتي تتألف من 5 مشروعات جبارة تصب جميعها في خدمة الإسلام والمسلمين الزائرين بلاد الحرمين وطمأنينة الطائفين والعاكفين والمصلين.
تؤكد عناية واهتمام قادة المملكة العربية السعودية بالإسلام والمسلمين ، المعروفة بكرمها وجودها منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز –طيب الله ثراه-وصولاً إلى عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين –حفظهما الله- وهي تواصل مسيرة العطاء لتمكين أكبر عدد من المسلمين لأداء مناسك الحج. واستضافتهم ضمن ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة، الذي تشرف عليه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد حيث يستضيف البرنامج خلال هذا العام 1445هـ أكثر من 2322 حاجا وحاجة، يمثلون 88 دولة من مختلف دول العالم.
كما أصدر حفظه الله – أمره الكريم باستضافة 1000 حاج من ذوي الشهداء والمصابين من أهالي قطاع غزة تحت عنوان: “مبادرة استضافة حجاج ذوي الشهداء والمصابين من أهالي قطاع غزة” لأداء مناسك الحج لهذا العام بشكل استثنائي، ليصل إجمالي عدد المستضافين من دولة فلسطين إلى 2000 حاج،

ونظرًا لدورها في حياة المسلم اليومية وأثرها في تربية وتهذيب النفوس، قامت المملكة ببناء المراكز الإسلامية والإسهام في إنشائها وبلغ عددها أكثر من (250) مركزًا إسلاميًا، أما المساجد فقد بلغت أكثر من (1660) مسجدًا منتشرة في مختلف أنحاء العالم.
تحملت المملكة العربية السعودية أكثر مما تستطيع في سبيل مبادئها ومناصرة إخوانها في كل مكان، وقامت بتحرير دولة الكويت، عندما وظفت المملكة مطاراتها وقواتها المسلحة من أجل تحريرها.
وأسهمت في حفظ الاستقرار والأمن بمملكة البحرين، ودافعت عن الشرعية في اليمن، والمساعدة للشعب السوري وما يُعانيه من اضطهاد وتدمير وتهجير وتُعد السعودية من أكثر الدول استقبالًا للزائرين (اللاجئين داخل المملكة)، وتتيح لهم فرصة العلاج والتعليم مجانًا، وتحرص على اندماجهم في المجتمع؛ وذلك من خلال وجودهم في جميع مناطق المملكة، وإتاحة فرص العمل والتعليم في المدارس العامة.
ووقوفها اليوم ضد المذابح التي يرتكبها الصهاينة في فلسطين المحتلة والمجازر البشعة في غزة المسحوقة؛ لتصبح قاعدة لكل المواقف الوطنية لنصرة الحق العربي والإسلامي، تبوأت المملكة العربية السعودية صدارة الدول الرائدة في الأعمال الإنسانية والإغاثية والتنموية في مختلف دول العالم؛ حيث دأبت على مد يد العون والمساعدة الإنسانية للدول العربية والإسلامية والصديقة، بإنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في العاصمة الرياض، الذي سيدفع بعملها الإنساني العالمي لمزيد من العطاء والبذل، وفق أسلوب تنظيمي يضمن دقة وصول المساعدات لمستحقيها وبصورة عاجلة والمسلمين في جميع أقطار العالم في أعلى درجات سلم أولوياتها.
وتأتي مبادرة المملكة لعام 1440 في الإعفاء من الديون للدول الأقل نموًا من خلال تنازلها عن أكثر من 6 مليارات دولار من ديونها المستحقة للدول الفقيرة دون مزيد من التفاصيل أو أسماء تلك الدول.
وتصدرت الريادة ضمن قائمة أكبر 10 دول مانحة للمساعدات الإنمائية في العالم -طبقًا لإحصاءات منظمة الأمم المتحدة -وتجاوز إجمالي ما أنفقته على برامج المساعدات الإنسانية خلال الأربعة عقود الماضية.
مبلغ (115 مليار دولار) استفاد منها أكثر من 90 دولة في العالم.
ونتيجة لهذه الأعمال الإغاثية فقد أصبح اسم المملكة مزروعًا في قلوب الملايين من المتضررين الذين يُدينون للمملكة بالشيء الكثير بعد أن تخلت عنهم كثير من الدول الغنية. فكانت مملكة الإنسانية عون الفقير وسنده أينما كان، وفق ما جاء به الإسلام دين التسامي والتسامح والألفة ونصرة الضعيف دون الالتفات لديانته أو مذهبه، وهذا ما ميَّز المساعدات السعودية لصدق هدفها النبيل، وابتغاء الارتقاء بالأمة العربية والإسلامية والإنسانية.
فاصلة:
مملكة الإنسانية تنوير وتطوير وتعمير وبناء والأحزاب الشيطانية تدمير وتفجير وتهجير وبلاء.

أ. د. عائض محمد الزهراني

نائب الرئيس لإتحاد الأكاديميين والعلماء العرب

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. جزاك الله خير الجزاء شيخنا الفاضل دكتور عايض الزهراني على هذه المواضيع المهمة فيما يخص موسم الحج وإلقام الحجر على كل من يريد أو يحاول تشويه صورة المملكة ، ويجب علينا جميعاً ان نتعاون جميعاً لإخراس هذه الأصوات النشاز .

    جزاك الله خيرا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى