ياراحلينَ إلى الحِمى بِوِدادي
نَحْوَ النبيِّ وصَحْبِهِ الأمجادِ
عَلَّقْتُ قلبي في الوِدادِ بمَوْثقٍ
صَعْبِ المِراسِ مُثَبَّتٍ بزِنادِ
قد لاحَ في وسْطِ المنامِ برؤيةٍ
قَدْحَ الزِّنادِ بشُعلةٍ ووِقادي
فرأيتُ مسجدَهُ الشريفَ بعَسْجَدٍ
رَقِّ الحَواشي الحُمْرِ وقعَ مِدادِ
فوقفْتُ مُحْمَرَّ العُيونِ بدَمْعةٍ
رَقْراقَةٍ تَهْمي الدموعَ عِمادِ
جَمَدَ اللسانُ بِحُبسةٍ مُتَلعْثِمَاً
من هَوْلِ طَرْقٍ للفؤادِ جِلاَدِ
فَطَفِقْتُ في كلِّ المواقفِ سادِراً
في غَمْرةِ الحُبِّ المُطَوِّقِ بادي
قدْ ساختِ الرجلينِ في بَطْنِ الهوى
وبدا الفؤادُ خَفَاقةً برِعادي
ثم الْتَفَتُّ إلى الصِّحابِ مُسَلِّماً
ورُسومُ بيتِ العزِّ غيرُ مُنادي
أشخاصُهم مِلءُ الخَيالِ وصوتُهم
مِلءُ الأذانِ مُعظَّمُ الإنشادِ
ثم انتهيتُ إلى الصلاةِ بِرَوضةٍ
فَيحاءَ مِنْ أعلى الجِنانِ غَوادي
وكذا ازْدَلَفْتُ إلى البقيعِ زيارةً
ورأيتُ رَسماً للشُّخوصِ بَوادي
فوقفتُ أُطْرِقُ هيبةً ومُسلِّما
لِشُخُوصِ عِلْمٍ باذخٍ وجهادِ
ثم انْثَنَيتُ إلى مَواقعِ عِزَّةٍ
تُذكي الفؤادَ شجاعةً بسِنادي
وذكرتُ حمْزةَ في العِراكِ مُجَنْدِلاً
رأسَ الكَفُورِ جَسارةً بِطِرَادِ
وأبودُجانةَ حينَ يَحْمَرُّ الوغى
متبختراً بالعِزِّ ضَرْبَ جِلادِ
فغَدَوتُ نحواً للحِمى بدلالةٍ
وقُبَاءُ حُبٌّ كامنٌ بفؤادي
ثم التمستُ العيشَ طيبةَ موطناً
يانِعمَ دارٍ للحبيبِ تُنادي
وبَقِيتُ أَلْتَمسُ العلومَ بِهِمَّةٍ
وأَسِيرُ مُغْتبطَ الفؤادِ سَعادي
أرجو بها نحو الرحيلِ مَنازلا
وسْطَ المنازلِ للبقيعِ مُرادي
هاذي مسيرةُ طالبٍ مُتَقَفِّرٍ
للعلمِ في دارِ الحبيبِ بلادي