قد لا أكون مبالغًا عندما أقول: إن بلادنا الحبيبة المملكة العربية السعودية هي البلد الوحيد على سطح الكرة الأرضية الذي تجتمع فيه سنويًّا هذه الحشود البشرية الضخمة من قاصدي البيت الحرام مكة المكرمة؛ بغرض الحج والعمرة، وزيارة مسجد نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم.
يتواجدون هؤلاء في مدة محدودة، وفي منطقة محدودة، وحركة سير متزامنة، ونشاهد حاليًّا أن (مكة المكرمة) و(المدينة المنورة)، قد أصبحتا طوال العام منطقة كثافة بشرية غير عادية، وقد تمكنت المملكة -حرسها الله- بتوفيق من الله، ثم بدعم القيادة -حفظها الله- وما بذلوه من جهود، وتخطيط، وتجهيز كوادر بشرية على مستوى عالٍ من التدريب والتأهيل، ومن توفير أحدث وسائل التقنية مكنها من تأسيس رصيد ضخم من الخبرة والمعرفة بمجال إدارة الحشود البشرية الكبيرة.
وقد صرحت الخبيرة في الأمم المتحدة الدكتورة “سلا يا نويا”، قبل سنوات بأنه: (لا توجد دولة قي العالم تُدير وبكفاءة عالية تنظيم الحشود والتجمعات البشرية الضخمة كما تفعل المملكة العربية السعودية في مواسم الحج، وبهذا المستوى الرفيع، وبشكل سنوي).
وقد استفادت دول عديدة حول العالم من خبرة المملكة في مجال إدارة الحشود والتجمعات البشرية؛ وخاصة تلك التي قامت باستضافة المسابقات الرياضية الكبيرة ككأس العالم لكرة القدم.
وفي تقرير لوكالة الأنباء الألمانية، عن (تسيسي) وهو أحد قيادات سكوتلاند يارد نشر قبل سنوات جاء فيه؛ أن المملكة العربية السعودية تستحق الميدالية الذهبية بجدارة في إدارة تنظيم الحشود؛ حيث تُنظم حركة الملايين من الحجاج والمعتمرين في وقت واحد، ومن بلدان مختلفة، وبثـقافات ولهجات مختلفة.
والمنصف اليوم، عنما ينظر إلى (جسر الجمرات)، و(قطار الحرمين)، و(قطار المشاعر)، و(طريق مكة)، و(طرق المشاعر)، وأنظمة السير المجهزة بالتقنية الحديثة، وانسيابية الحركة المرورية في المواسم، يدرك إلى أي حد وصلت الخبرة السعودية المتفردة والوحيدة في إدارة وتنظيم حركة الحشود في مدن الحج، ويتفهم الحرص العالمي الكبير للاستفادة من خبرة المملكة في التعامل مع الكتل البشرية الكبيرة.
إن حكومة المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك (سلمان بن عبد العزيز) وولي عهده الأميم الأمير (محمد بن سلمان) -حفظهما الله ونصرهما- لم تدخر جهدًا في دعم مسيرة توظيف المعرفة التقنية، لتسهيل أمور المواطنين والحجاج والزوار والمعتمرين، فلهم من الشكر أجزله، وأخلص الولاء وأصدقه.
وأسأل الله الكريم في هذه الأيام المباركة أن يحمي بلادنا الحبيبة قيادة وشعبًا، وبلاد المسلمين أجمعين من كل سوء ومكروه.
0