المُتَابِع لوسائل الإعلام بمختلف أنواعها منذ بداية شهر ذي القعدة يُشاهد حركة دائبة واستنفارًا تامًا لكافة القطاعات العامة والخاصة الربحية وغير الربحية؛ لتهيئة الأجواء المناسبة لاستقبال ضيوف الرحمن .
ومن ضمن تلك الاستعدادات التي بذلتها وزارة الحج (بطاقة نسك) المصممة خصيصًا لتمييز الحاج النظامي في المشاعر المقدسة، والتي سيكون ارتداؤها إلزاميًا خلال الحركة والتنقل طوال أيام الحج، وتُعد البطاقة بمثابة تطبيق متكامل لمعرفة البيانات الشخصية والصحية والمعلومات الهامة لحاملها .
وتُشير كافة الاستعدادات إلى أن المملكة ستُقدم خدمات ضخمة وفخمة وغير مسبوقة خلال موسم الحج الحالي، ومنها على سبيل المثال لا الحصر (محفظة نسك) التي أُعدت خصيصًا لتسهيل العمليات المالية لضيوف الرحمن، وتُعتبر المحفظة الرقمية الدولية الأولى من نوعها في العالم .
وشددت وزارة الحج والعمرة والجهات الأمنية على أنه لا حج بلا تصريح، وستطبق العقوبات بكل حزم في حق كل مخالف للأنظمة لا سيما من المضبوطين في النطاق الجغرافي المخصص للحجاج النظاميين .
وتُشارك قوات الأمن بما يزيد على 250 ألف عنصر من رجال الأمن من مختلف القطاعات العسكرية من المدربين والمجهزين بكافة التجهيزات الحديثة للتصدي لأي محاولة للإخلال بالأمن، وممارسة الإجراءات الوقائية والاستباقية للحيلولة دون وقوع أي كارثة أو حدث يعكر صفو الحجاج، فضلًا عن مهامهم الإنسانية في مساعدة كل من يحتاج إلى مساعدة.
كذلك ساهمت النيابة العامة في خدمة ضيوف الرحمن تحت شعارها: (العدالة الناجزة) مع الأجهزة الحكومية الأخرى في خدمة ضيوف الرحمن وإنجاز قضاياهم في أسرع وقت ممكن من مبدأ أن أمن الحج مسؤولية الجميع، ولا نرضى أن يتم التعدي على الحجاج أو تعكير صفوهم .
كما تستعد الهيئة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف لإطلاق نحو 250 عربة غولف وكذلك 10 آلاف عربة يدوية جاهزة للاستخدام؛ إضافة إلى ما تم تجهيزه من روبرتات وشاشات وتقنيات تصب في مصلحة قاصدي بيت الله الحرام.
وأعلنت وزارة الصحة عن جاهزيتها الكاملة لاستقبال ضيوف الرحمن بأكثر من 32 ألف كادر طبي وإداري؛ لتقديم الرعاية الصحية اللازمة على مدار الساعة في 138 منشأة صحية، ولم تقتصر الاستعدادات على التجهيزات البشرية والمادية بل شملت استخدام التقنيات الصحية الحديثة والخدمات المؤتمتة .
وفي السياق نفسه تُشارك هيئة الهلال الأحمر السعودي في تقديم خدمات ذات جودة عالية لضيوف الرحمن خلال موسم الحج تحت شعار: (يسر وطمأنينة) حيث توفر أكثر من 2540 موظفًا من الكوادر الطبية الإسعافية والإدارية ما بين أطباء وإخصائيين وفنيي إسعاف وطب طوارئ موزعين على 98 مركزًا إسعافيًا في المنافذ وطرق الحاج والعاصمة المقدسة والحرم المكي الشريف والمشاعر المقدسة، وتُشارك بأسطول إسعافي يتكون من 320 سيارة إسعاف و13 سيارة استجابة متقدمة و7 طائرات إسعاف جوي وطائرتين إخلاء طبي و15 دراجة نارية و150 عربة غولف و150 سكوترًا كهربائيًا؛ إضافة إلى 27 دراجة كهربائية و10 باصات إسعافية، كل تلك التجهيزات الضخمة والفخمة من أجل ضيوف الرحمن .
كذلك في إطار الاستعدادات لموسم الحج تتأهب شركة الخطوط الحديدية السعودية لتسهيل حركة نقل الحجاج من مطار الملك عبد العزيز الدولي إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة؛ إذ جهزت خطة لتشغيل نحو 3800 رحلة لخدمة الحجيج مع سعة مقعدية تُقدر بنحو 1,6 مليون مقعد، وهو ما يزيد بنحو 100 ألف مقعد عن موسم حج العام الماضي .
وتهدف وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان ممثلة في أمانة العاصمة المقدسة إلى تقديم أفضل الخدمات البلدية لضيوف الرحمن وفق أعلى معايير الجودة من خلال التحضير الجيد لجميع الجوانب المتعلقة بالحج لضمان توفير بيئة آمنة وصحية، وبدأت في تشغيل 28 مركزًا للخدمات بالمشاعر المقدسة مكتملة التجهيزات، وروعي في توزيعها ما يتناسب مع تواجد الحجاج وكثافتهم .
وكما أشرنا في المقدمة تُشارك جميع الجهات ذات العلاقة سواءً ما ذكرنا منها أو مالم نذكر – لعدم اتساع مساحة المقال – تُشارك بضيافة الحاج بجهود ضخمة وإمكانيات فخمة وخبرات تراكمية مكتسبة من أجل تقديم أفضل الخدمات للحجاج خلال فترة إقامتهم لأداء مناسك الحج.
وتقوم لجنة الحج المركزية التي تضم مندوبين من كافة القطاعات المشاركة بمراجعة الدروس المستفادة بعد انتهاء مراسم الحج مباشرة؛ بهدف تلافي الملاحظات والتأكيد على الإيجابيات، وعمل التوصيات اللازمة والتطوير المطلوب للأعوام القادمة .
– كاتب رأي ومستشار أمني
