المتتبع للخطط الأمنية الشاملة في الحج بدءا وانتهاء يفتخر بما تحقق ويتحقق على صعيد الواقع ويرى أن المملكة العربية السعودية ممثلة في وزارة الداخلية وجميع قطاعاتها الأمنية التي تنضوي تحت إمرتها تعمل على مدار العام ثم على مدار الأشهر القريبة من الحج ثم على مدار أيام العشر الأولى من ذي الحجة ثم على مدار الساعة أيام الحج وما بعده وفق منظومة متجانسة في الأداء والتنفيذ مختلفة في التخصصات والمهام وفي المحصلة يخرج الحج بنجاح باهر يبهج الجميع بما يتحقق من انسيابية وسلاسة في التحرك بين المشاعر المقدسة بما فيها مكة المكرمة والمدينة المنورة وهو أمر يسرّ الخاطر لكل مسلم يأتي لهذه البلاد نتمنى أن يكون سفيرا للحج في بلده بعد عودته ينقل الصورة المثلى المشرّفة للدولة السعودية ملكا وحكومة وشعبا التي تهتم براحة ضيوف الرحمن الذين هم ضيوفها في المقام الثاني وأن يسجل شهادته للعصر بحجم ما رأى من منجزات في هذه المشاعر المقدسة وبما رأى من توسعات في الحرمين الشريفين وما يجري توسعته الآن في مشعر منى وجودة تنظيمه في جبالها التي سوتها الدولة بالأرض لتستوعب الخطط المستقبلية التي وضعتها في ورؤية المملكة 2030 التي تنتظر في عامها الثلاثين أن يصل عدد الحجاج لستة ملايين وهو اضعاف أعدادهم الماضية والحالية تدرجا خلال السنوات القادمة من هذا العقد بإذن الله .
الأمن العام ينشر مظلته الواسعة بالتعاون مع جميع الأجهزة الحكومية والتنسيق معها في المهام الموكلة لكل جهة حكومية سواء في المشاعر المقدسة أو في المنافذ البرية والجوية والبحرية وفي طرق الحج المنتشرة في جميع الجهات الأصلية والفرعية بالتنسيق مع أمراء المناطق والمحافظين وهذا ما يجعل الحجاج يعيشون أمنا شاملا يتمثل منذ دخولهم أرض المملكة وحتى مغادرتهم أراضيها بعد أداء المناسك ( عمرة حج زيارة ) والمتمثلة في الأمن الصحي والأمن الغذائي والأمن النفسي والاتصال والتنقل والإيواء والحماية من الأخطار الطبيعية الناجمة عن الأمطار والسيول وحرارة الجو كذلك دقة التفويج بين مشعر وآخر حتى يصلوا للحرم المكي ودخولهم وخروجهم المنتظم للجمرات من بداية أيام التشريق يوم الحج الأكبر وما بعده وكل الخدمات الأخرى التي تسهر قطاعات الدولة لتوفيرها ومن أهمها القطاعات الأمنية باعتبارها السياج الآمن لتحقيق كل هذه الخدمات وغيرها يقف خلفها مئات الآلاف من العاملين بين عسكريين ومدنيين ومتطوعين ومتطوعات طوال فترة ما قبل وأثناء وبعد أداء مناسك الحج وشعائره وهذه الأعداد الكبيرة تأتمر بأمر وتوجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان فيما يقف خلف هذه الجهود الأمنية الناجحة سمو وزير الداخلية الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف رئيس لجنة الحج العليا وصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة وسمو نائبه الأمير سعود بن مشعل بن عبدالعزيز نائب رئيس لجنة الحج المركزية ومعاونو وزير الداخلية وعلى رأسهم مدير الأمن العام رئيس اللجنة الأمنية للحج صاحب الخبرة الطويلة الفريق محمد البسامي الذي قال عن الحج هذا العام عبارته الشهيرة المتداولة إعلاميا وعبر وسائل التواصل الاجتماعية : أن أمن الوطن والحجاج والمشاعر المقدسة ( خط أحمر ) مشيرا إلى أن قوات أمن الحج ستقف بحزم ضد كل ما يمس الإخلال بالأمن أو النظام وأنه سيتم منع جميع الأعمال المؤثرة على أمن وسلامة ضيوف الرحمن يقف بجنبه جميع رجال الأمن الذين يشاركون في خدمة الحج كل بحسب موقعه وحجم مسؤوليته حفظهم الله جميعا وجزاهم خير الجزاء على ما قدموا ويقدمون في هذا الموسم وعلى مدار العام خدمة للوطن والمواطن والمقيم على حد سواء فقد شاهدنا ونقلت عدسات القنوات والمصورين عبر وسائل التواصل والإعلام مشاهد نفخر بها نحن السعوديون لهؤلاء الرجال الذين يغلبون المصلحة العامة وخدمة ضيوف الرحمن مما يرفع الرأس ويجعلنا نطمئن على أن من يمثلنا من هؤلاء الرجال الأشاوس على قدر المسؤولية والأخلاق الإسلامية التي يترجمونها بتعاملهم مع الحالات التي يواجهونها في هذا الموسم وكل المواسم .
في مؤتمر معالي وزير الحج توفيق الربيعة وضع النقاط على الحروف وهو يتحدث أمام الإعلاميين عن موسم حج هذا العام وما حصل من تطورات مذهلة وخدمات جديدة لصالح حجاج الداخل والخارج مضمنا المؤتمر شرحا مفصلا بالإحصاءات الدقيقة لكل ما يتعلق بخدمة ضيوف الرحمن الذين وبحسب الإحصاءات في المنافذ بلغ عددهم وقت المؤتمر أكثر من مليون ومائتي ألف حاج وقد زاد عن مليون ونصف خلال هذه الأيام من غير حجاج الداخل من المواطنين والمقيمين ممن حصلوا على تصاريح رسمية لأداء فريضة الحج وكان من بين ما ذكر أبرز الأعمال المبكرة التي اتخذت لنجاح الحج وراحة الحجاج بأن وزارة الحج استعدت منذ نهاية موسم الحج العام الماضي 1444هـ ليلة 12ذي الحجة بزيارات خارجية متعلقة بالحج وداخلية بالتنسيق مع أكثر من خمسين جهة حكومية لمتابعة أكثر من 300 خطة لأكثر من 2600 معلم لرفع جاهزية حج هذا العام بالتعاون مع كل الجهات الرسمية والأهلية التي تقدم خدماتها للحجاج وأشار معاليه لمبادرة مكة التي استفاد منها سبع دول بما يحقق وصولهم ووصول أمتعتهم إلى مقرات سكنهم بكل يسر وسهولة وما صدر من توجيهات اعلامية لحج خالٍ من أي مصاعب وضرورة الالتزام بقانون ( لا حج بدون تصريح ) وأشار للإستعدادات من خلال عقد ورش تدريب للعاملين في الحج بواقع ٢٥٠٠ ورشة عمل وعشر ورش في الخارج بتدريب اكثر من ربع مليون شخص لنجاح تقديم افضل الخدمات للحجاج وتنامي شركات تقديم الخدمة التي ارتفع عددها خلال السنوات الأخيرة من عشر إلى خمس وثلاثين شركة بعد إتاحة التنافسية بين المؤسسات والشركات وتحقق في المؤتمر الصحفي دحض ما يشاع من تقديم مبالغ مادية من حجاج أندونيسيا – بحسب السؤال المطروح المستفيدة – من المبادرة بالنفي القاطع والتأكيد أن السعودية تتحمل جميع التكاليف لمبادرة مكة
وما يتم تجهيزه في الحرمين ومواقع الحجاج لتسهيل حجهم بأفضل الإمكانات والتقنيات التي تجعل الحجاج في أمن وأمان وراحة وتنظيم من بداية وصولهم وحتى مغادرتهم إلى بلدانهم سالمين وفي المؤتمر قدم وزير الحج إجابات حول المحفظة الرقمية وأهميتها وحول ضرورة الحصول على تصريحات الحج من المواقع الرسمية والابتعاد عن الوهمية والاحتيالية وأنه لا مكان لمن يحج بلا تصريح لضمان تقديم أرقى الخدمات من الجهات ذات العلاقة وقدم شرحاً عن ضرورة الالتزام بالنسك بعيداً عن الشعارات السياسية والحزبية وأن الجهات الأمنية ستكون بالمرصاد لكل من يريد أن يحرف مسار الحج عن أهدافه الإسلامية وقدم الوزير معلومات وخطط تطويرية لحج كل سنة بعد دراسة السلبيات والإيجابيات من الجهات المسؤولة عن خدمات الحجاج الرسمية والأهلية وفي وقت سابق بين بأنه تم تجهيز أكبر محطة تبريد في العالم لتنقية الهواء في المسجد الحرام لتلطيف الأجواء وتبريدها لمواجهة الأجواء الحارّة وسيتم تشغيل قطار المشاعر في موسم حج هذا العام بطاقة استيعابية تبلغ 72 ألف راكب في الساعة .
انعطاف قلم :
السعودية دائماً ترحب بالجميع في المواسم وعلى مدار العام وما يهمها بالدرجة الأولى تحقيق أعلى معدلات الأمن بكل ما تعنيه الكلمة بفضل ما تقدم من سخاء ورخاء دون ارتخاء لأي ناعق يريد الإخلال بأمنها وأمن ضيوفها وأن الردع سيكون حاسماً لمن تسول له نفسه بالمساس بهذا البلد الآمن الذي يقف خلفه سلمان الحزم ومحمد العزم ورجال أمن صدقوا ما عاهدوا الله عليه ليحققوا قوله تعالى : “الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف” ..
0