المقالات

المملكة .. تاريخ مضئ في خدمة ضيوف الرحمن

لسنوات طويلة تبذل حكومتنا الرشيدة – أيدها الله- الغالي والنفيس وتسخر كل الامكانيات لأداء الحج والعمرة، وهي بهذا لاتبتغي إلا وجه الله – تعالى- والشكر له أن شرفنا بان نكون خداماً للبيت الحرام وزائريه.
ولعل ما نشاهده هذه الايام المباركة بموسم حج 1445هـ في الحرم المكي الشريف والمشاعر المقدسه أبلغ من أي شئ، علماً بأن معظم من ياتون للحج والعمرة هم من كبار السن، ومع هذا توفر لهم مملكتنا الغالية كل الامكانيات، وهو ما يجعلنا نصدح بالقول: “والله والله والله.. ما مثلك في هالدنيا بلد”، ويكفي حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله- على تقديم أرقى وأفضل الخدمات لضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين والزوار رغبةً في المثوبة والرضا من المولى – عز وجل-، مع التأكيد على أن خدمة الحجيج “شرف لا يدانيه شرف”.
ويحدثنا التاريخ أن ولاة الأمر منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، مرورواً بخلفائه من الملوك البررة – رحمهم الله جميعاً-، وصولاً إلى العهد الزاهر للملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان – أيدهما الله- ، حريصون كل الحرص على أن نيل شرف خدمة الحرمين الشريفين وضيوفهما، حيث تستقبل بلد الحرمين الملايين سنويًاً من كافة أنحاء العالم، إلى جانب المواطنين والمقيمين في المملكة، لأداء فريضة الحج ومناسك العمرة بيسر وسهولة.
ولتطوير منظومة خدمة ضيوف الرحمن، جاء إطلاق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لـ “برنامج خدمة ضيوف الرحمن” في شهر رمضان من عام 2019م، كأحد أبرز برامج “رؤية المملكة 2030” التي أطلقها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عام 2016م، حيث يتيح هذا البرنامج للقادمين إلى الحرمين الشريفين من الخارج والداخل، مرافق ذات جودة عالية، وبنية تحتية متقدمة، وخدمات رقمية، تساعد الجميع على أن ينعموا بتجربة إيمانية مميزة لا تنسى.
وقد أسهم “برنامج خدمة ضيوف الرحمن” خلال السنوات الماضية في إحداث نقلة نوعية جديدة في خدمة الملايين من ضيوف الرحمن من جميع بقاع العالم، عبر تحليل دقيق لجميع نقاط رحلة الضيف منذ أن تبزغ فكرة زيارته للبقاع المقدسة، وحتى عودته إلى بلاده بأطيب ذكرى، حيث عمل البرنامج – بالتعاون مع عدد كبير من الهيئات الحكومية والقطاع الخاص والقطاع غير الربحي- ليضمن تمتع ضيوف الرحمن بتجربة ثرية ومتكاملة.
كما سهل البرنامج رحلة ضيوف الرحمن من خلال عدة مبادرات تبدأ من مرحلة ما قبل الوصول ؛ وأهمها تسهيل استخراج التأشيرة في مدة زمنية قياسية، وفي مرحلة أداء النسك أطلق البرنامج “منصة نسك” إحدى مبادرات البرنامج لتكون حلا رقمياً مميزاً يقدم العديد من الخدمات لتسهيل رحلة ضيوف الرحمن.
جدير بالذكر أن جودة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن – عبر البرنامج- لا تتوقف عند التسهيلات المتعلقة بأداء المناسك، بل يفخر البرنامج بإثراء تجربة ضيوف الرحمن طوال فترة وجودهم بالمملكة من “مبادرة طريق مكة”، مروراً بـ “مبادرة التأمين الصحي”.. وحج بلا حقيبة.. ومشروع حافلات مكة، وخدمة النقل الترددي في المدينة المنورة، والارتقاء بجودة الخدمات والمرافق، وصولاً إلى إثراء التجربة الثقافية الإسلامية واكتشاف المملكة والاستمتاع بها.
ومن ناحية أخرى، يسعى البرنامج للارتقاء بتجربة ضيف الرحمن من خلال التيسير والتسهيل للملايين من ضيوف الرحمن لأداء مناسكهم، حيث يسهم البرنامج في تحقيق هدف “رؤية المملكة 2030” لتمكين أكبر عدد من المسلمين من أداء فريضة الحج ومناسك العمرة من خلال رفع تطوير الكوادر البشرية وتأهيل البنية التحتية لتحقيق هدف البرنامج برفع جاهزية المملكة لاستضافة 15 مليون معتمر سنوياً بحلول عام 2025م، واستقبال 30 مليون حاج ومعتمر بحلول عام 2030م، وذلك بتطوير شراكات فاعلة مع القطاع الحكومي والخاص والغير ربحي مما يسهم في تعزيز مكانة المملكة كوجهة يقصدها المسلمين من شتى بقاع الأرض.

عضو مجلس إدارة شركة مطوفي حجاج الدول الأفريقية غير العربية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى