المقالات

من وحي الحج

*اُعتبرت الرؤية السعودية خدمة الحجاج والمعتمرين إحدى مرتكزاتها الأساسية، وأعلنت الرؤية بوضوح أنها تستهدف الوصول إلى (5) ملايين حاج، و(30) مليون معتمر بحلول عام 1452هجري أي بعد 6 سنوات من الآن. كما تعتبر خدمة الحجاج والمعتمرين من أسمى المهام التي تعتز المملكة بتقديمها منذ ما يُقارب 100عام، وتعمل سنويًّا على بذل كافة الجهود لضمان توفير احتياجات الحجاج، وتقديم التسهيلات لهم، والحفاظ على أمنهم وسلامتهم.
•ومن أجل ذلك ركزت مبادرات الرؤية وبرامجها على تطوير، وتحسين البنية التحتيّة للمشاعر المقدسة ومكة المكرمة والمدينة المنورة، وانطلقت مشاريع التطوير ـ في المشاعر المقدسة وفي الحرمين، وفتحت الدولة خزائنها للإنفاق على مشروعات نوعية وعملاقة يجري العمل فيها حاليًّا لاستيعاب الأعداد المستهدفة في الرؤية، ولا شك أن الزائر للمدينتين المقدستين يرى ويلمس ما يجري على أرض الواقع من مشروعات ضخمة تتنافس قطاعات الدولة وتتسابق لإنجازها على أعلى معايير الجودة، وبما يوفر الأمن والسلامة والراحة لضيوف بيت الله الحرام ومسجد المصطفى-عليه السلام-.
•وقد أضحت خطط إدارة الحشود وخدمة ملايين الحجاج في منطقة جغرافية صغيرة ومحدودة وفي أيام معدودة نموذجًا فريدًا وبصمة إعجاز سعودية تبهر العالم، وتنال إعجابهم بنجاحاتها وتطورها عامًا بعد آخر.. حتى إن التجربة أصبحت تدرس في الجامعات والأكاديميات العسكرية العالمية، وتحولت الخبرة السعودية المميزة في تنظيم وإدارة شعيرة الحج إلى مادة علمية خصبة وموضوعات ثرية للمئات من رسائل الماجستير والدكتوراة ومراكز الأبحاث العلمية العالمية.
+ لقد تحوَّل شرف خدمة ضيوف الرحمن إلى هاجس يشغل تفكير القيادة والشعب، وأصبح الكل يتنافس في تقديم الأفكار والمقترحات والمبادرات لتوفير أفضل السبل والإمكانات البشرية والتقنية للاحتفاء بركب الحجيج، وحملهم على كفوف الراحة، وتسهيل وصولهم وتنقلاتهم ورعايتهم طوال فترة تواجدهم في المشاعر، وفي المدينتين المقدستين حجاجًا ومعتمرين وزائرين.
+وقد قطعت القيادة السعودية عهدًا على نفسها بأن تبذل الغالي والنفيس، وأن تعمل المستحيل من أجل القيام بواجبها تجاه إخوانها المسلمين الذين يأتون إليها من كل فج عميق. حتى تسمى حكامها الميامين بخادم الحرمين الشريفين.
+إن ما نُشاهده اليوم من جهود وخدمات تجاوزت المألوف وسجلت بها المملكة براءات اختراع عالمية لهو خير دليل على ما تبذله قيادتنا الحكيمة من أجل الوفاء بما تعهدت به المملكة تجاه ضيوف الرحمن الكرام.
*وكعادتها في كل عام تفاجئنا القطاعات المشاركة في مهمة الحج بالعديد من المبادرات الإبداعية فمن تطبيقات الذكاء الاصطناعي والحلول التقنية المبتكرة إلى طلاء طرق المشاة لخفض درجة حرارة السطح بنحو 20 درجة مئوية، بل ذهبت التطلعات إلى أبعد من ذلك، وتم البدء في دراسة إمكانية تحريك السحب الكثيفة من مرتفعات الطائف باتجاه المشاعر المقدسة لتلطيف الطقس وتخفيف حرارة الشمس خلال أيام الحج الخمسة؛ إضافة إلى التاكسي الطائر والروبوتات الذكية والنظارة التفتيشية، والتجهيزات التقنية الأمنية التي صنعت خصيصًا لاستخدامها في المشاعر.
+أما تنافس أبناء وبنات الوطن في التطوع من أجل خدمة الحجيج؛ فقد أصبح أسلوب حياة وواجبًا وطنيًا ودينيًا الكل يسعى ويبذل جهده ليحظى بالمشاركة فيه وتدوين اسمه في سجلات الشرف وقوائم التطوع في أطهر بلد وأقدس شعيرة.
+ونحن إذ نعيش هذه الأجواء الروحانية في عشر ذي الحجة المباركة نبتهل إلى الله العلي القدير أن يحفظ لنا قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين، وأن يسبغ عليه ثوب الصحة والعافية. كما ندعوه جلت قدرته أن يوفق ولي عهدنا الطموح وأن يمده بعونه وتوفيقه، وأن يمن على حجاج بيته بالسلامة والقبول والعودة إلى ديارهم سالمين غانمين، إنه سميع مجيب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى