إن من فضل الله علينا، وعلى جميع المسلمين أن مكَّن المملكة العربية السعودية من خدمة ورعاية الحرمين الشريفين وقاصديهما منذ قدومهم حتى عودتهم إلى بلدانهم سالمين غانمين…
ولو نظرنا إلى هذا الحدث العظيم وما يحتاج؛ لأدركنا أن ذلك يتم وفق استعدادات وممكنات يعمل عليها منذ انتهاء الحج حتى قدومه العام الذي يليه، ويتم على مدار العام من وضع الخطط والإستراتيجيات والممكنات والتجهيزات الآلية والبشرية، وتحديث الأنظمة الرقمية والبنية التحتية لمكة والمشاعر إلى تدريب العاملين في كافة القطاعات واختيارهم بدقة لهذه المهمة،
وأن حكومه المملكة لا تتوانى في توفير كل ما يلزم من ذلك مهما كلف بدون حساب…
ولا شك أن الهاجس الأمني يُعتبر من أهم الأولويات التى تسعى حكومة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- إلى توفيرها وبدقة ومهنية عالية…
فحفظ وسلامة الحاج لا مراهنة عليها إلا بخطط محكمة وتنفيذ مهني عالٍ جدًّا…
وتقف وزارة الداخلية على رأس التنفيذ في هذه المهمة جنبًا إلى جنب مع كل الجهات الحكومية والأهلية…
فنرى القدرة العالية من رجال الأمن السعودي في تنفيذ مهمة تنظيم الحشود الهائلة في كافة خطواتهم منذ قدومهم إلى منافذ المملكة الجوية والبرية والبحرية، وحتى آخر شعيرة لهم ثم المغادرة، ويلعب الأمن في المملكة دورًا محوريًا في إدارة الحج؛ فتنظيم الحشود أصبح علمًا بحد ذاته وله أساليبه المختلفة، والتي تتوافق مع المكان والزمان والكثافة المتوقعة…
وقد رأينا في السنوات الماضية التناغم في دخول وخروج ومسارات تنقل ضيوف الرحمن في كافة المشاعر…
ويُعتبر الأمن المروري وسلامة ضيوف الرحمن من أهم الركائز الأساسية لتنفيذ مهمة الحج فكلما كان تنقل ضيوف الرحمن بسلاسة وسهولة وسلامة كلما كانت تجربة ورحلة الحاج مميزة في تأدية شعائر الحج..
ولا يقل عن ذلك الأمن الجنائي للحاج وحفظ حقوقه وواجباته…وتطبيق الإجراءات الأمنية المشددة في العاصمة المقدسة والمشاعر والمراقبة والتفتيش للحد من أي محاولات للإخلال بالأمن والنظام العام..
وقد استخدمت وزارة الداخلية في هذه الجوانب أفضل التقنيات الحديثة من كاميرات رصد ومراقبة وأجهزة المحاكاة لتجهيز رجال الأمن وتجهيز الخطط المناسبة لكل موقف… فضلًا عن استخدام أحدث التقنيات للتعرف على هوية الحاج ومسار رحلته وبدقة كما يتم استخدام وسائل التواصل الحديثة لتنفيذ كافة المهام في سبيل الوصول إلى خدمة مميزة،
ويتم رصد وتتبع حركة النقل في كافة المشاعر وبدقة وصولًا للهدف الأسمى، وهو سلامة الحاج،
ويقف الأمن العام على رأس أهم القطاعات الفاعلة؛ لتنفيذ الخطط وبدعم من كافة الجهات المعنية…حيث نرى رجال الأمن بمختلف تخصصاتهم ينتشرون في كل جزء متوقع أن يصل إليه ضيوف الرحمن لدعمهم، والمحافظة على سلامتهم والتدخل السريع في سبيل الحفاظ عليهم عند الحاجة…
ونرى الأعداد الهائلة من الممكنات الآلية الحديثة التي تُساعد رجال الأمن للقيام بواجباتهم على أكمل وجه…
فرحلة النجاح تحتاج إلى جهد كبير وتخطيط مستمر، وهذا ما فطنت له حكومه المملكة -رعاها الله- بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين الذي يُتابع وبدقة كافة تنظيمات الحج…
حفظ الله الوطن، وتقبل من المسلمين حجهم، وأعادهم إلى بلادهم سالمين غانمين….
0