المقالات

أمن ويسر وطمأنينة

برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمين رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، ينتظم موسم حج هذا العام ١٤٤٥هـ، وتنطلق مسيرة أيام الحج والتصعيد إلى المشاعر المقدسة بدءًا من يوم غد يوم التروية، في ظل عناية معهودة من المملكة العربية السعودية بالحرمين الشريفين وخدمة ضيوف الرحمن، جعلت ملوك المملكة يفخرون بتلقبهم بلقب خادم الحرمين الشريفين، ويسخرون خالص الجهود والإنفاق السخي تقربًا إلى الله وقيامًا بشرف الولاية التي أولها الله إياهم على الديار المقدسة منذ استظلت بظل دولتنا السعودية المباركة قبل أكثر من 100 عام.
‏ولا شك أن اعتذار سمو ولي العهد عن المشاركة في قمة السبع لارتباطه بالإشراف على أعمال موسم الحج، لدليل واضح على مدى اهتمام القيادة السعودية بأمن الحج وتنظيمه ونجاحه .
‏ولقد شاهد وشهد العالم على جليل أعمال المملكة في حماية الحرمين وبسط الأمن فيها ونشر العدل وتعميم الرخاء في ربوعها وخدمة ضيوف الرحمن ‏وحسن وفادتهم والتيسير عليهم، والعناية بمكة المكرمة والمدينة المنورة عمارة وتطويرًا وتنمية وتوفيرًا لأرقى الخدمات، التي جعلت الحج رحلةً ميسرةً آمنةً مطمئنةً، بعد أن كانت في كثير من حقب الماضي رحلة عسيرة شاقة وغير آمنة، كما أصبح الحج تجربة ثرية وسعيدة يعيش فيها الحاج والزائر والمعتمر روحانية دينية ومعاشًا دنيويًا وثقافة عربية إسلامية وضيافة نوعية.
‏فالمملكة العربية السعودية منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز وأبنائه الملوك البررة من بعده سعود وفيصل وخالد وفهد وعبد الله -رحمهم الله- جميعًا، وصولًا إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان، جعلوا خدمة الحرمين ووفد الرحمن وتحقيق الأمن لهم وأداء مناسكهم في يسر وأمان وطمأنينة ورخاء من أولى أولوياتهم وأجل اهتماماتهم.
‏فعُمّر المسجد الحرام والمسجد النبوي، وطُورت مكة والمدينة والمشاعر المقدسة وصُنعت بنية تحتية ومرافق عامة تخدم ضيوف الرحمن منذ دخولهم المملكة حتى عودتهم سالمين، فأنشأت المطارات والموانئ والمنافذ البرية واالطرقات السريعة ووسائل النقل الحديثة، ومنها: النقل العام وقطار الحرمين وقطار المشاعر والتاكسي الطائر .
وقد وفروا منظومة حج متكاملة وشاملة وأمن شامل أمن على النفس والمال، وأمن صحي، وأمن غذائي، وأمن مائي، وأمن بيئي، وأمن فكري يحول دون تسيس الحج ورفع الشعارات السياسية والمذهبية والفكرية، حتى يتفرغ الحجاج لعبادة ربهم في روحانية وسلام.
‏ومن خلال رؤية 2030 وبرنامج ضيوف الرحمن وجهود الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة وذراعها شركة كدانة ومنظومة الوزارات ذات العلاقة وزارة الداخلية وإمارة منطقة مكة ووزارة الحج ووزارة الصحة ووزارة المواصلات ووزارة البلديات ووزارة الدفاع والهيئة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي والهيئة العامة للشؤون الدينية، نُشاهد موسم حج هذا العام في نقلة نوعية تتسم بالتنظيم الدقيق والشامل والتوسع في استخدامات التقنية والذكاء الاصطناعي والأعمال التطويرية في المشاعر والمدينتين المقدستين التي تستهدف التحول بهاتين المدينتين حتى تكونا مدينتين ذكيتين، وتستهدف تحقيق جودة الحياة لضيوف الرحمن .
ومن هذه المشاريع الحديثة مشروع أبراج شركة كدانة بمشعر منى والتاكسي الطائر، والاستمرار في تطوير الخيام بمنى وتطوير طرق المشاة والمرافق الخدمية العامة جميعها.
‏ولا شك أن تفقد سموه وزير الداخلية لمرافق الحج واستعراض القوى الأمنية والعسكرية المشاركة في حفظ أمن الحج وإدارة الحشود وتنظيم مسيرة الحجاج، وما هي عليه من الاستعداد والتجهيزات والتدريبات والمهارات، يؤكد للجميع أن أمن الحج والحجاج والوطن محفوظ بحفظ الله، ثم بقوة سعودية تجعل الأمن خطًا أحمر، وإنه سيضرب بكل حزم وقوة على يد كل من يريد العبث بأمن وحرمة الحرمين .
‏قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن هذا البلد حرمه الله يوم خلق السماوات والأرض فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة”.
‏وفي الختام أقول كمؤرخ: إن أمن الحرمين لم يتحقق بشكل راسخ وشامل عبر عصور التاريخ كما تحقق في عهد دولتنا السعودية المباركة منذ أكثر من 100 عام، والحمد لله رب العالمين…

-أستاذ كرسي الملك سلمان بن عبد العزيز
لدراسات تاريخ مكة المكرمة بجامعة أم القرى

أ.د. عبدالله حسين الشريف

أستاذ كرسي الملك سلمان بن عبد العزيز لدراسات تاريخ مكة المكرمة - ‏بجامعة أم القرى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى