المقالات

حجة الوداع وأمن الناس

جاء الإسلام رحمةً، ونبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- رحمة، قال الله سبحاته وتعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) الآية (107) من سورة الأنبياء؛ فكلمة رحمة مصدر ولذا فالنبي -صلى الله عليه وسلم- مصدر رحمة ودين الإسلام الذي أرسل به رحمةً يكفل للناس بغض النظر عن مللهم ومعتقداتهم الحياة الكريمة المبنية على التعارف، وما يحقق للبشرية من نتائج إيجابية تخدم البشرية، وتحقق قيم العلاقات فيما يشترك فيه البشر .
وأمن الناس مطلب، وما يسن من أنظمة تكفل الأمن للبشرية أقره الإسلام لو كان هذا النظام ما قبل الإسلام؛ فالنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- أقر حلف الفضول، وأكد الإسلام على الأشهر الحرم، والتي كانت قانونًا عربيًا في الجاهلية للتيسير على الناس حياتهم؛ ففي كتب التاريخ الإسلامي تُخبرنا أنه كان يرى الرجل قاتل أبيه أو أخيه فلا يقتله، وحين جاء الإسلام أقر ذلك وهذبها؛ فلقد قال -صلى الله عليه وسلم-: “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”.
فالنظام الذي ييسر على الناس، وينظم لهم شؤون حياتهم أي كان مصدره ومرجعيته، يكون ضرورة، يُعد إسلاميًا؛ لأن الدين الإسلامي جاء لعيش البشر في علاقاتهم بكرامة وحياة كريمة .
كانت حجة الوداع في السنة العاشرة من الهجرة بعد أن كملت معالم الدين الإسلامي وشريعته؛ ولأنها الحجة التي كانت للرسول -صلى الله عليه وسلم- والأخيرة سُميت بحجة الوداع .
لقد رُسمت حجة الوداع منهج حياة، يكفل للناس حياة كريمة وعلاقات بينية تتسم بالرحمة وسيادة النظام والقانون، وسن الأنظمة التي تحقق تلك الغايات التي بينها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في خطبة حجة الوداع، ونحن نقف على منهج إسلامي عظيم وقيم فضيلة وهي :
1- الأمن و حقن دماء المسلمين، وجعلها محرمةً كحرمة هذا الشهر الحرام (الحج).
2- حرمة الأموال فلا تؤخذ بغير وجه حق (لا ربا، ولا سرقة، ولا تحايل، ولا نصب).
3- العبادة لله تعالى وحده لا شريك له وفق منهجه صلى الله عليه وسلم (فلا ترفع شعارات، ولا دعوة لحزبيات، ولا دعوة لتنظيمات) بل كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول في نسك الحج: (خُذوا عني مناسككم)، ومن المتفق عليه أن جميع النسك لم نجد فيها إلا التعبد بعد أن رسم لهم منهج حياة في خطبته، وهنا نتعلم من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- البُعد بالحج ومناسكه عن ما يفرق أمر الأمة من شعارات؛ فالمسلمون في الحج شعارهم واحد عبادة الله “لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لبيك”، ولبس موحد في أيام معدودات .
4- أهمية الأسرة وكرامة المرأة المسلمة في الإسلام وعدم ظلمها أو إهانتها؛ فلقد كانت الأسرة وهي النواة الأولى للمجتمع نصيب من خطبة النبي -صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع .
خلاصة القول :
في خطبة حجة الوداع منهج حياة، يُبعدنا عن القلاقل، وما يفسد على الناس حياتهم، ويفسد سبل معاشهم، ومنها نتعلم أهمية النظام والبُعد عن العشوائية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى