نشر عالم الفيزياء الفلكية الأمريكي واليهودي الديانة، الأستاذ في العلوم البحثية بمعهد “كاليفورنيا للتقنية” بمدينة باسادينا، العالم (مايكل هارت) في عام 1978م كتابه الشهير بعنوان: “الـ 100: تصنيف الأشخاص الأكثر تأثيرًا في التاريخ”، والذي طُبع منه ملايين النسخ حول العالم، وقد تُرجم هذا الكتاب إلى خمس عشرة لغة، منها: الترجمة العربية التي قام بها الكاتب والأديب المصري الراحل (أنيس منصور)؛ وقد تم نشر الكتاب إلى العربية بعنوان: “العظماء مائة وأعظمهم محمد”، وصدر عن المكتب المصري الحديث بالقاهرة في عام 1997م، ويُعد هذا الإصدار من أهم كتب العالم الأمريكي (مايكل هارت).
قضى (مايكل هارت) ما يُقارب من ثماني وعشرين عامًا في تأليف كتابه عن أعظم مئة شخصية عبر التاريخ، وبعد أن أتم تأليفه، دُعيَ لإلقاء محاضرة في مؤتمر صحفي كبير بمدينة لندن، ضم مئات الصحفيين من مختلف الديانات لإعلان الشخصية الأعظم التي اختارها، وقد حضره بجانب الصحفيين الآلاف من الجماهير، ليعلموا من الشخصية الأعظم التي اختارها (مايكل هارت)، كان المؤتمر يسير بشكل طبيعي حتى تم الإعلان عن الشخصية التي اختارها لتكون الأعظم على الإطلاق.
وعندما قال (هارت): إن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-هو أعظم شخصية على مر العصور، وجاء من بعده عالم القرن مكتشف قوانين الجاذبية الأرضية السير (إسحاق نيوتن). بدأ عندها الحضور في القاعة يقاطعونه بالصراخ، والتصفير، والاحتجاج لمنعه من أن يتم حديثه.
في تلك المحاضرة قال (هارت) عن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- لقد وقف هذا الرجل في قرية صغرة اسمها “مكة”، فقال للناس: “أنا رسول الله إليكم جميعًا …جئت لأتمم مكارم الأخلاق، فآمن معه أربعة هم: “زوجته، وصاحبه، وطفلان”.
والآن وبعد مرور 1400 سنة من تلك الوقفة، تجاوز عدد المسلمين في العالم المليار ونصف المليار، وكل يوم والعدد في ازدياد، فلا يمكن أن يكون هذا الرجل كاذبًا، لأنه ليس هناك كذبة يمكن أن تعيش لمدة 1400 سنة.
وأضاف(هارت) قائلًا؛ لا يمكن لأحد أبدًا أن يقوم بخداع أكثر من مليار ونصف المليار إنسان، وهناك أمر آخر فبالرغم من مرور هذا الزمن الطويل، فهناك الملايين من المسلمين نراهم مستعدين تمامًا للتضحية بأموالهم، وأنفسهم، في سبيل أي كلمة “تمس” نبيهم محمد، والسؤال هو، هل هناك مسيحي واحد أو يهودي واحد في هذه القاعة يمكن أن يفعل ذلك من أجل نبيه أو حتى ربه؟!
وختم كلامه بالقول: “لذلك فإن أعظم شخصية في التاريخ بلا منازع، هي شخصية النبي محمد بن عبد الله-صلى الله عليه وسلم-“.
ساد بعدها قاعة المحاضرة صمت رهيب…إجلالًا وتعظيمًا لسيد الأولين والآخرين، النبي محمد -صلى الله عليه وسلم؛ ثم أنفض بعدها المؤتمر وبقية كلمة (مايكل هارت) محفورة في الأذهان إلى يومنا هذا.
0