مرَّ العمل الإعلامي من مختلف المدارس الصحفية بمراحل وحقب وأزمنة مختلفة.. تنوعت خلاله مضمونًا وبقيت عبر ثوبها المعتاد في إبراز الحقيقة والحفاظ على نهج المصداقية المؤطرة للكيان الصحفي؛ الذي لا بد أن نرعاه كعلم أخذ في التوسع عبر إدراجه ضمن التخصصات بالجامعات، ونحافظ عليها كمهنة هي الإنسانية في أبهى صورها.
شهدت بدايات لغة القلم الإعلامي في القرن التاسع عشر؛ تحركًا بسيطًا تميز بالأسلوب الأدبي الرصين والجمل الطويلة، والتركيز على نقل الأحداث بتفاصيلها دون التركيز على التحليل والتفسير؛ ليظهر عقب ذلك في القرن العشرين قالب “الهرم المقلوب” في الكتابة الصحفية؛ بلغة أكثر بساطة وانسيابية، والتركيز على الأحداث الرئيسية في البداية ثم التفاصيل.
وانتشرت في منتصف القرن الصحافة السريعة بتغطية الأخبار العاجلة الأكثر مباشرةً وحيويةً؛ حيث ظهور أسلوب التحليل والتفسير بجانب نقل الأحداث؛ ثم مرحلة انتشار وسائل الإعلام الجديدة؛ المبنية على اللغة البسيطة والمباشرة والجمل القصيرة، والاهتمام بالتفاعلية مع الجمهور وتوظيف الوسائط المتعددة.
ومرت لغة القلم الإعلامي بمرحلة تطورات من الأسلوب الأدبي الرصين إلى اللغة المباشرة والحيوية، مع الاهتمام بالتحليل والتفاعلية في العصر الرقمي الحالي.. الذي رست خلاله سفينة “الذكاء الاصطناعي” ليسافر عبرها الإعلام بكافة وسائله؛ وأخذ الصحافة بهذا التطور الذي اجتاح مختلف العلوم والمحالات.. وهنا تجلى ملتقى إعلام الحج الذي نظمته وزارة الإعلام متزامنًا مع موسم الحج، وجمع أكثر من 2000 إعلامي من ممثلي وسائل الإعلام المحلية والدولية؛ ينتمون لـ 150 دولة.. في وسط تنافس كبير لتقديم منتج إعلامي يعكس التحوُّل الكبير في الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن.
كما ساهم هذا التجمع في أحداث نقلة نوعية في إعداد الرسالة الإعلامية، ونشرها عبر توفيره التقنيات الحديثة في مجال الاتصال والإعلام؛ التي حققت مزيدًا من الابتكار في التغطيات الإعلامية المحلية والدولية المواكبة لموسم الحج.
0