تحتضن السعودية المسلمين من جميع أقطار العالم الإسلامي وبقاع الأرض في أطهر بقعتين هما “مكة المكرمة والمدينة المنورة” منبعا الرسالة المحمدية التي انطلق منها نور الإسلام وضيائه إلى جميع أنحاء المعمورة.
وتشرف المملكة العربية السعودية بخدمة ضيوف الرحمن من معتمرين وحجاج وقاصدي المقدسات الإسلامية والمشاعر الإسلامية؛ ليكملوا شعائرهم في تلك البقعتين، بما توفره من وسائل وخدمات متميزة، وجهود عظيمة؛ لينعم ضيوف الرحمن بهذه الخدمة، ويؤدوا نسكهم في أجواء إيمانية وطمأنينة، تحرسهم رعاية الله وعنايته.
إن ما تقوم به حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين من جهود عظيمة وتهيئة كافة السبل لراحة الحجاج والمعتمرين وقاصدي البقاع الطاهرة، نابع عن إيمان واستشعار منها بأهمية تقديم وتيسير جميع السبل والإمكانات؛ لينعموا بهذه الخدمات، ويتفرغوا للعبادة وتأدية النسك في جو إيماني ومشاعر إيمانية، وإن المتتبع لرحلة الحجيج منذ قدومهم للمملكة وحتى مغادرتهم ليرى ما تبذله جميع الجهات والوزارات والجهات الحكومية بالمسارعة في خدمة هؤلاء الحجاج والمعتمرين وتأمينهم، وتيسير كل السبل التي تيسر لهم تأدية نسكهم بكل يسر وسهولة.
فـــ(الحج بالتصريح) إنما هو أحد الترتيبات المهمة والتنظيمات التي تسهم وتساعد الجهات الحكومية في تأدية رسالتها بكل إتقان وجودة، فالحج بتصريح إنما هو بمثابة العقد بين الحاج والجهات الحكومية لتقديم أفضل الخدمات له، ولا يجوز التقصير فيها، كما يسهم في وضع الخطط والإستراتيجيات لإدارة الحشود المليونية بكل دقة، وبذل أقصى ما تملكه من الإمكانات التي تسهم بتيسير الحج والعمرة ونجاحهما.
إن المخالفة للتعليمات وأنظمة الحج والعمرة هو بمثابة إرباك للخطط المنظمة لإدارة الحشود ومضايقة الحجاج الذين يحملون التصاريح في الخدمات، وتعريضهم للخطر، وتقليل الاستفادة من الخدمات بكفاءتها التي تم اعتمادها في ظل تزايد الأعداد المخالفة للحج بلا تصريح.
ومن البرامج التي تم اعتمادها لخدمة ضيوف الرحمن برنامج (ضيف الرحمن) الذي يهدف لإتاحـــة الفرصة لأكبر عدد ممكن من المســـلمين لأداء النسك والزيـــارة علـــى أكمل وجـــه، والعمل على إثـــراء وتعميـــق تجربتهم، من خلال رفع مســـتوى جـــودة الخدمـــات المقدمة، وتهيئـــة الحرمين الشـــريفين، وتحقيـــق رســـالة الإسلام العالميـــة، وتطوير المواقـــع التاريخية الإسلامية والثقافيـــة، وإتاحـــة أفضـــل الخدمـــات لهـــم قبـــل وأثنـــاء وبعـــد زيارتهـــم لمكة المكرمـــة والمدينـــة المنورة والمشـــاعر المقدســـة، وعكس الصورة المشـــِّرفة الحضارية للمملكـــة في خدمـــة الحرمين الشـــريفين وضيـــوف الرحمن.
إن هذا الوطن ليفخر أيما فخر بقيادته المبدعة والملهمة لشعبها، وما فيها حزم وعدل وبناء ونماء بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو سيدي ولي عهده الأمير محمد بن سلمان اللذين أطلقا روية ٢٠٣٠ التي حملت استشراف مستقبل، ونهضة أمة، وتحدي شعب، واستثمار مقدراته البشرية والطبيعية لتنمية اجتماعية واقتصادية وتعليمية في كافة المجالات .
فعندما يحشد الوطن إمكاناته ومقدراته لرقي الإنسان ووضع برامجه وخططه التي تستهدف الإنسان ذاته وتنميته في الجوانب المعرفية والمهارية؛ ليكون عضوًا فاعلًا ومواطنًا صالحًا يحقق الانتماء لهذا الوطن، ويُجسد معنى المواطنة الصالحة التي تحقق التنمية المستدامة، ومعها رفاهيته ومتطلبات التنمية التي تنعكس على جميع مجالات الحياة التي تخدم الإنسان في هذا الوطن المعطاء.
0