روى الترمذي عن ابن عباس – رضي الله عنهما- أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- قال: “يد الله مع الجماعة”، وهو ما يعكس أن “الروح الجماعية” أو “روح الفريق الواحد” كفيلة بالوصول إلى أعلى درجات النجاح، وهو الأمر الذي عايشناه مع شركة “إثراء الخير لخدمات الحجاج” (إحدى شركات مطوفي حجاج الدول الأفريقية غير العربية) ونجاحها اللافت في موسم حج 1445هـ بشهادة الجميع، علماً بأن الشركة قد خدمت هذا العام نحو (206) آلاف حاج.
وقد كان وراء منظومة النجاح تلك مجموعة مميزة من الكفاءات والكوادر التي آلت على نفسها إلا أن ترقى وتتميز، مدفوعين بـ “توحد القلوب والعقول” على الوصول إلى أعلى درجات النجاح النجاح، واخص بالذكر هنا ربَان سفينة شركة مطوفي حجاج الدول الأفريقية غير العربية لأرباب الطوائف د. أحمد عباس سندي، وإخوانه الرائعين: أ. موفق منصور جمال .. نائب رئيس مجلس الإدارة رئيس اللجنة التنفيذية، وكافة أعضاء اللجنة التنفيذية الذين سهروا واجتهدوا وتابعوا كل التفاصيل التي تؤدي إلى تقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن تنفيذا لتوجيهات قيادة المملكة الرشيدة – أيدها الله-.
ولا أنسى جهود ودور كلاً من: الرئيس التنفيذي لشركة أفريقيا غير العربية القابضة أ. بدر علي بافقيه، والرئيس التنفيذي لشركة “إثراء الخير” م. عمار رشاد قاري، إضافةً إلى مدير وحدة التطوير العقاري بالشركة القابضة م. منصور محمد علوي، فضلاً عن كافة فروع ومكاتب تقديم الخدمة .. الذراع الأول للشركة في تحقيق التميز، وكذلك كافة منسوبي الشركة الذين بذلوا أقصى جهد ممكن لخدمة الحجيج، وكانوا واجهة مشرفة لبلد الحرمين الشريفين، ولشركتهم، مدفوعين بنيل رضا الله – تبارك وتعالى- وكسب الدعوات من الحجاج عملاً بقول المصطفى – صلى الله عليه وسلم-: “اللهم اغفر للحاج، ولمن استغفر له الحاج” (رواه البيهقي).
إنجازات الموسم
لأن حجم النجاج يتعلق بحجم الإنجازات المتحققة على أرض الواقع، نجد أن شركتنا قد حققت مجموعة من الإنجازات اللافتة التي يمكن اختصارها فيما يلي:
* مخيمات مشعر عرفات المطورة: وهو أكبر مشروع في تاريخ شركات أرباب الطوائف، والذي خرج للنور في موسم حج 1444هـ. وتبلغ مساحة المشروع الإجمالية (246) ألف متر مربع، ويستوعب نحو (250) ألف حاج، فيما يبلغ عدد خيامه (933) خيمة بمساحات متنوعة، علماً بأن الخيام الحديثة بالمشروع تمتاز بمواصفات عالمية، وقد أثبتت المخيمات المطورة جدارتها التامة للعام الثاني على التوالي.
وفي السياق ذاته، تشرفت الشركة بالحصول على ثقة شركة “كدانة للتنمية والتطوير” بالموافقة على عمل تجربة القاعات (المخيمات) ذات الدورين في مشعر عرفات، والتي تهدف إلى اثراء خدمة الحاج بتوفير كافة الخدمات الاساسية التى يحتاجها لأداء مناسكه مع الاستغلال الأمثل للمساحات في المشاعر المقدسة. والقاعة المشار إليها منشأة من هيكل معدني مقام على قاعدة خرسانية مساحتها (800) متر مربع، علماً بأن مساحة التسكين الصافية لكل دور تبلغ (600) متر مربع تكفي لتسكين ما يقارب (375) حاجاً، ليكون إجمالي عدد الحجاج في الدورين ما يقارب الـ (700) حاج، مع وجود دورتي مياه في كل دور.. واحدة للرجال وأخرى للنساء.
كما أن القاعة مكيفة بتكييف مخفي، ومجهزة باسقف جبسية وحوائط وأرضيات من مواد مضادة للحريق، كما تم الاهتمام بتوفير أقصى درجات السلامة من خلال توفير شبكة إطفاء حريق ومستشعرات الدخان وأبواب الطوارئ، فضلاً عن فصل حركة الهروب في الدور الأول عن الأرضي مع وجود سلالم هروب على جانبي القاعة، علماً بأنه تم تطبيق الهوية المعمارية المعتمدة من الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة.
* خدمات الإعاشة: قامت الشركة بعمل العديد من الدراسات المهمة تركزت في (5) مسارات رئيسية للارتقاء بخدمات الإعاشة المقدمة للحجيج من مختلف الجنسيات، وهي كما يلي: مسار مقدمي خدمة الإعاشة – مسار الضيافة والفندقة وتقديم خدمات الأطعمة والمشروبات- مسار مراقبة صحة وسلامة الغذاء وفق معاير الهيئة السعودية للغذاء والدواء- مسار رأس المال البشري- مسار خدمات الإسناد.
* تطوير منظومة التشغيل الغذائي: اتجهت الشركة لتغيير وتطوير منظومة التشغيل الغذائي بهدف تقديم خدمة مميزة لضيوف الرحمن، وترسيخ الصورة الذهنية الجديدة، والمميزة للشركة، إضافةً إلى إنجاح خططها الاستثمارية. ومن هذا المنطلق، استحوذت الشركة على نسبة (51%) من شركة عبد الله محمد سعيد أبو الجدايل للصناعة.
وفي السياق نفسه، تم تغيير منظومة التشغيل الغذائي بإعادة تأهيل، وتشغيل المطبخ المركزي للشركة بأقصى سرعة، وبأعلى مستوى من الكفاءة، وذلك لتحقيق الطموحات المتوقعة، علمًا بأن طاقته الإنتاجية تسمح بتغذية (100.000) حاجّ بشكل يومي.
* التحول الرقمي: ويشمل..
– تطوير مشروع نظام الحج: وهو نظام يتم عن طريقة أخذ بيانات الحجاج، ومعلوماتهم من المسار الإلكتروني لإمكانية الرجوع إليها في أي وقت.
– نظام المراقبة الذكي: وهو نظام يُظهِر أعداد الحجاج، وأوقات دخولهم، وخروجهم، وأيضًا أوقات الذروة عن طريق بصمة الوجه.
– منصة تسكين: في السابق كان مندوب مكتب شؤون الحج يضطر الذهاب لمشعر منى لتقسيم الخيام، أما الآن مع المنصة يمكن فعل ذلك من مكاتبنا في الشركة.
* الشراكات المثمرة: وتشمل..
– توقيع عقد شراكة وتعاون مع “شركة سايا المتحدة للتجارة”، وذلك بهدف تقديم المزيد من التطوير في الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن من حجاج بيت الله الحرام.
– توقيع اتفاقية تعاون مع شركة الأدلاء بالمدينة المنورة لتقديم الخدمات لحجاج بيت الله الحرام بمكة المكرمة، وزوار مسجد المصطفى- صلى الله عليه وسلم- بالمدينة المنورة، وذلك؛ لتوفير أقصى درجات الراحة لحجاج بيت الله الحرام، وتسهيل أمورهم، ومتابعتهم في رحلتهم المباركة.
* الرعايات الماسية: وتشمل..
– الرعاية الماسية لمؤتمر ومعرض خدمات الحج والعمرة “إكسبو الحج 2024م”.
– الرعاية الماسية لمنتدى العمرة والزيارة بالمدينة المنورة لعام 2024م.
– الشريك الاستراتيجي لمعرض وزارة الحج والعمرة المصاحب لندوة الحج الكبرى بموسم 1445هـ.
* اللقاءات التواصلية (سيمنارات): في إطار خدمة برنامج الحج المباشر “B2C” مع شركاء النجاح والحجاج الأفراد الذين تم قبولهم لحج هذا العام من دول اوروبا، نظمت الشركة ثلاث لقاءات تواصلية (سينمارات) حضرها جميعاً د. أحمد عباس سندي رئيس مجلس إدارة شركة مطوفي حجاج الدول الإفريقية غير العربية، وذلك في المدن التالية على الترتيب: مدينة أنتويرب البلجيكية، ومدينة برمنجهام البريطانية، والعاصمة الفرنسية باريس.
وقد أتاح برنامج الحج المباشر “B2C” انفتاح الشركة على العديد من حجاج الشركات في العديد من دول العالم خارج نطاق الدول الفريقية غير العربية، مثل: الإمارات، قطر، باكستان، الأردن، الفلبين، وغيرها.
وتجدر الإشارة إلى إشادة ورضا مكاتب شؤون حجاج الدول التي تخدمها “إثراء الخير” عن الخدمات المميزة التي قدمتها الشركة في موسم حج 1445هـ، وهو ما ظهر جلياً أثناء جولة د. أحمد عباس سندي التفقدية أول أيام عيد الأضحى المبارك بمشعر منى (منطقة الظل) على مقرات هذه المكاتب للتهنئة بالعيد، حيث أكد ممثلوها للدكتور سندي أنهم لم يشهدوا موسماً مميزاً للحج منذ (16) عاماً كما حدث في موسم 1445هـ.
إشارة ربانية
لعلها من علامات القبول ورحمة الله – تعالى- بعباده ما حدث في اليوم الثاني لعيد ألضحى المبارك على صعيد مشعر منى- وكان يوماً شديد الحرارة- إذ هطلت الأمطار بغزارة، وهو ما خفف كثيراً على ضيوف الرحمن الذين هللوا وخرجوا من مخيماتهم للوقوف تحت المطر في سعادة بالغة.
ويذكرني هذا المشهد الجميل بقول الشاعر:
أنَا ضَيْفُ الكَرِيمِ بِكُلّ أرْضٍ
وإن ضَاقَتْ تَقومُ بِيَ اتِّسَاعَا
فكيفَ أضِيقُ أوْ أخْشَى ضَيَاعاً
وَضَيْفُ اللَّهِ لاَ يَخْشَى ضَيَاعَا
ونظراً لنجاح موسم حج 1445هـ، وخدمة المملكة لأكثر من مليون وثمانمائة ألف حاج من ضيوف الرحمن، أتقدم بأسمى آيات الشكر والتقدير والعرفان إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وإلى سمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله- على ما يوليانه من اهتمام ورعاية بضيوف الرحمن والتوجيه بتقديم أفضل وأرقى الخدمات لهم لأداء مناسكهم بكل راحة ويسر وأمان، فلولا جهود خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين – بعد الله تعالى- ما تحقق هذا النجاح الباهر لموسم حج 1445هـ.
والشكر موصول لمقام وزارة الحج والعمرة بقيادة معالي د. توفيق الربيعة، وكافة قيادات ومنسوبي الوزارة على جهودهم في خدمة الحجيج.
-عضو مجلس إدارة شركة مطوفي حجاج الدول الأفريقية غير العربية