لقد اختصَّ المولى -سبحانه وتعالى- المملكة العربية السعودية بفضل كبير وشرف عظيم، وهو وجود الحرمين الشريفين في أراضيها، فأخذ قادة هذه البلاد على عاتقهم خدمة هذه الأماكن المقدسة وتطويرها وحماية قاصديها من أنحاء المعمورة.
فمنذ توحيد هذه البلاد على يد المغفور له -بإذن الله- الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن -طيب الله ثراه- كان أعلى درجات الاهتمام تتجه إلى الحرمين الشريفين وقاصديها من الحجاج والمعتمرين والزائرين، فالمتتبع لتاريخ الحج يُشاهد النقلة النوعية في خدمات الحرمين الشريفين والحجاج والمعتمرين، ففي كل عام تجد الخدمات أفضل من العام الماضي، وتجد الاهتمام أعلى بكثير من سابقه، وتجد الحرص والمتابعة في أقصى درجاتها، ولذلك أستغرب ممن يرمون بسهام الكذب والتزوير إلى سوء التنظيم أو قلة الخدمات أو ما يعكر صفو الحج ؟!
ما هي أهدافهم؟
ما هي غاياتهم؟
أصبحت الإجابة على هذه التساؤلات مكشوفةً ومستهلكةً، وتابعنا قادة هذه البلاد -حفظهم الله- ووسائل الإعلام المحلي، وهم يلتزمون الصمت ويتحلون بالحكمة للرد على هذه الأصوات النشاز والأقلام المسمومة بالمضي قُدمًا في تقديم أفضل الخدمات والاستعدادات الأمنية الكافية لحماية الحجاج منغمسين في الأفعال، وتاركين لغيرهم الأقوال.
وهنا الأقوال تنقسم إلى قسمين (مجموعة من الكارهين والحاسدين والحاقدين) أقلامهم مسمومة وأقوالهم كاذبة وأهدافهم العبث والإفساد و(مجموعة من المحايدين) ينقلون الحقائق كما يشاهدونها، وفي الحقيقة نحن الآن نعيش ثورة الحياة الرقمية؛ لذا نجد الآن في المشاعر المقدسة مئات القنوات الفضائية والصحف العالمية والإذاعات الدولية بالإضافة إلى قرابة (2 مليون) حاج يُعتبر كل منهم قناة متنقلة، وتبث بثًا مباشرًا عبر الجوال؛ ولذلك كان الإعلام المحايد هو صاحب القول الفصل في الرد على كل من أراد أن يشوه أو يُقلل من الجهود المبذولة من الدولة -رعاها الله- في خدمة ضيوف الرحمن.
وأن نجاح الحج كل عام لهو أكبر رد على هؤلاء المتربصين، ولقد أصبح نهجًا لقادة وشعب هذا البلد العظيم منذ عهد الملك عبد العزيز إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، وأصبح مسلمًا من مسلمات السياسة السعودية؛ فأصبح الإشراف على الحج من أولويات القيادة السعودية على مر العصور؛ لذا نجد دومًا الملك وولي عهده مع كافة الوزراء والقيادات الأمنية يتواجدون على مدار الساعة في المشاعر المقدسة حتى نهاية الحج، وجعلت المملكة للحرمين الشريفين بنودًا وأهدافًا واضحة في رؤيتها الطموحة 2030، وأسمت أحد البرامج (برنامج خدمة ضيوف الرحمن) تعبيرًا على مدى الحرص الشديد وعظيم الاهتمام بالأماكن المقدسة وزائريها من حجاج ومعتمرين وغيرهم، وقد ورد نصًا في البرنامج: يتمثل دور البرنامج في إتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من المسلمين لأداء فريضة الحج والعمرة على أكمل وجه، والعمل على إثراء وتعميق تجربتهم من خلال تهيئة الحرمين الشريفين، وتحقيق رسالة الإسلام العالمية، وتهيئة المواقع السياحية والثقافية، وإتاحة أفضل الخدمات قبل وأثناء وبعد زيارتهم لمكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة.
وقد شاهد الجميع بوادر هذا البرنامج على أرض الواقع، ومنها على سبيل المثال لا الحصر تمديد فترة موسم العمرة وإتاحة التأشيرة الإلكترونية، وعدة مبادرات منها: (حج بلا حقيبة) و(إياب) و(الحج الذكي) وغيرها.
ويمضي الحج وتحقق السعودية النجاحات على كافة الأصعدة خارجيًّا وداخليًّا وعين الله ترعاها، ويبقى الأعداء والمنافقون في جحورهم بعيدًا عن التطور ومسابقة الدول إلى التقدم والازدهار.
حفظ الله المملكة العربية السعودية حكومة وشعبًا، وتقبل الله من الحجيج حجهم، وأعادهم إلى أوطانهم سالمين غانمين.
0