الحمد لله الذي أنعم علينا في هذا الوطن بالأمن والأمان، والوحدة والاستقرار والسلامة والإسلام، والخير والإنعام والتطوير، والنماء في ظل دولتنا السعودية المباركة .
والحمد لله الذي مكّن لقيادتنا الرشيدة التي أولاها الله أمر الولاية على الديار المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة؛ فحمت العقيدة وحكمت الشريعة وحفظت الأمن، ونشرت العدل والرخاء، وخدمت الحرمين الشريفين وقاصديها من الحجاج والزوار والمعتمرين .
وكمواطن سعودي كلما مرَّ بنا في وطننا السعودي العزيز مناسبة خير تتلو أختها، لا يملك الإنسان نفسه إلا أن يرفع يديه شاكرًا لله على النعم التي أغدقها على المملكة العربية السعودية وأهلها والمقيمين فيها وقاصديها دينيًا ودنيويًّا .
فلقد أمسينا في نعم تترى ومباهج متعاقبة ومناسبات خير متلاحقة، وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها .
وها نحن نخرج من مناسبة الحج وعيد الأضحى، ونحن نرفل في أمن وخير والعالم من حولنا يعج بالحروب والفتن .
لقد توجت الرعاية الملكية الكريمة حج هذا العام ١٤٤٥هـ بالنجاح والحمد لله، وما كان ذلك إلا بفضل من الله ثم بما أولته القيادة للحج من عناية ورعاية وإشراف وتنظيم، وإنفاق سخي وتسخير لكافة جهود مختلف القطاعات في تكامل شامل.
ولقد كان الإشراف المباشر لسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان على موسم الحج معبرًا عن إرادة القيادة ودفعًا للجهود وتحقيقًا للنجاح، وقد أكَّد في كلماته الرصينة خلال الموسم استمرار المملكة في خدمة الحرمين وضيوف الرحمن، وتسخير جهود الدولة حتى يؤدي الحجاج مناسكهم في أمن ويسر وسلام .
وقد أعلن سمو نائب أمير منطقة مكة المكرمة النجاح، وأكد البدء في الاستعداد المباشر لموسم الحج القادم، ولقد أسعد النجاح كل مؤمن، وألجم كل حاسد والحمدلله.
وهاهي المنجزات السعودية في أرض الحرمين مصدر اعتزاز لنا بما تقدمه دولتنا السعودية التي شرفها الله بخدمة الحرمين وأولادها نعمة الولاية على المقدسات الإسلامية في مكة المكرمة والمدينة المنورة، فلقد طورت ضمن خططها الإستراتيجية الوطنية الشاملة مكة والمدينة من حيث البنية التحتية والعمران والمرافق العامة والخدمات الشاملة ربطًا بشبكة المواصلات والاتصالات من المنافذ المختلفة وإليها، والعمل على تحويلها إلى مدن ذكية، وتسخير الرقمنة والذكاء الاصطناعي والوسائل الحديثة في الارتقاء بالخدمات، وتوجت ذلك بأعظم عمارة في التاريخ للمسجد الحرام والمسجد النبوي، وبتطوير المشاعر المقدسة ومنظومة الحج عامة .
فمن مطارات حديثة وموانئ عالمية ومنافذ برية إلى طرق سريعة، وقطارات ونقل جماعي وسكن حديث وعيشة رغيدة، وخدمات طبية ورحلة يسيرة، وتجربة ثرية وحجة سعيدة في أمن وطمأنينة .
ونستطيع أن نقول: كانت السعودية قيادةً وشعبًا في خدمة ١٨٣٣١٦٤ حاجًا من ضيوف الرحمن، وفي حماية أمن الحرمين والحج، والتيسير على الحجاج .
ولقد وجدنا في خدمة الحجيج جميع الوزارات المعنية وإمارة مكة، والهيئة العامة لشؤون الحرمين والشؤون الدينية إلى جانب القوات العسكرية العامة والأمنية خاصة قائمة بالدور الأمني والتنظيمي والخدمي وإدارة الحشود، ووجدنا (١٧٠٠٠٠) عنصر ميداني من منسوبي وزارة الحج والعمرة، وللأمن الصحي وجدنا نحو 40,000 كادر، و١٨٩ مستشفى ومركزًا صحيًا وعيادة متنقلة، و٣٧٩ سيارة إسعاف، و٦٤٠٠ سرير .
ومن أجمل الجماليات نقل مرضى الحجاج العاجزين عن أداء الفريضة من المدينة إلى مكة والمشاعر في سيارات الإسعاف في ظل رعاية طبية متكاملة .
ولقد أصبحت المنصات واستخدامات التقنية والرقمنة والذكاء الاصطناعي رمزًا لتطور خدمات الحج وتيسيرها .
كما أصبح ماثلًا للعيان جهود الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة في القيام بدورها التطويري، ومن ذلك أبراج كدانة الوادي، وتطوير الخيام والطرق الترددية وطرق المشاة، ورفع الطاقة الاستيعابية وجودة الخدمات، وإثراء التجربة وغيرها .
إن ما تقدمه المملكة في الحرمين الشريفين ولضيوف الرحمن لهو منجز تاريخي ليس له مثيل عبر عصور التاريخ الماضية .
فشكرًا خادم الحرمين الشريفين، شكرًا ولي العهد، وشكرًا لكل سعودي تشرف بخدمة وفد الرحمن وشرفنا، والوطن والمواطنين يتشرفون بكم.
– أستاذ كرسي الملك سلمان بن عبد العزيز للدراسات- تاريخ مكة المكرمة بجامعة القرى