همس الحقيقة
بالأمس الخميس تمَّ عقد الجمعية العمومية لنادي الاتحاد وانتخاب المهندس لؤي ناظر بالتزكية رئيسًا لشركة نادي الاتحاد ولا أدري ماذا يخبئ له القدر المكتوب عند رب العباد؟
وهو الذي قبِل بطوعه وإرادته مهمة في غاية الصعوبة وفي فترة حرجة جدًا قبل خوض “المخاطرة” والمجازفة باسمه المعروف في عالم “البيزنس”، وبسمعة ناصعة البياض حينما كُلف برئاسة نادي الاتحاد في عهد معالي المستـشار الأستاذ تركي آل الشيخ رئيس هيئة الرياضة السابق، ونجح بامتياز في إنقاذ العميد من الهبوط لأندية الدرجة الأولى وليس هذا فحسب إنما تمكّن من وضعه بالدوري الثاني عبر عدد الانتصارات التي تحقـقـت بحصول الفريق على المركز الثالث في هذا الدور، وبالتالي من المؤكد أن “أبا هشام” يدرك ويعلم علم اليقين “خطورة” المجازفة المقِدم عليها وإلا لما قبل ورشح نفسه للرئاسة.
-سألته قبل أيام عن السبب الذي دفعك بالإقدام على هذه “المخاطرة” فرد عليَّ لثلاثة أسباب وليس لسبب واحد، أولها هل يرضيك وضع الاتحاد وما وصل إليه في الموسم المنصرم، والسبب الثاني تلبية لنداءات جمهور الاتحاد عبر هاشتاقات كانت تُطالبني بالعودة وإنقاذ الاتحاد، وأرجو أن أكون عند حسن ظنهم بي، أما السبب الثالث أنا من طبيعتي أحب بل أعشق “التحدي”، وهذه واحدة من أبرز صفات مسيرتي وسيرتي “المهنية”، والحمد لله بتوفيق منه كسبت معظم هذه التحديات وليس كلها؛ فالإنسان معرّض لكلتا الحالتين “النجاح والفشل”.
وأسأل الله أن يُحالفني التوفيق، وعندي شعور كبير بأنني قادر على هذا التحدي.
-أثناء استماعي له بهذه الروح “المتفائلة”، وهذه اللغة “الواثـقة” رن في أذني صوته حينما اتصلت به هاتفيًا طالبًا منه بعد انتهاء فترة إدارة أنمار الحايلي ترشيح نفسه للرئاسة لأربعة أعوام قادمة؛ وذلك قبل امتلاك صندوق الاستثمار للأندية الأربعة فرد عليا نصًا: “يا شيخ أنا مجنون أعيدها خلاص الحمد لله تركت الاتحاد بسمعة طيبة خليني على هذه الذكرى الجميلة”؛ إضافة إلى أن الإدارة حققت نجاحًا باهرًا ببطولتين فمن الأفضل بقائها ومن المعيب جدًا أن “أسرق” جهد آخرين وفرحتهم وهم “الأجدر” بذلك وبتكملة المهمة والمشوار.
-سألته أيضًا أبو هشام انتخابك سوف يكون لموسم واحد؛ فهل هذه فترة كافية لتضع “بصماتك” وتحقق أهدافك وأنت تستلم الاتحاد في وضع “أسوأ” من السوء ويحتاج في هذه المرحلة “المختلفة” جدًا إلى البناء من جديد وليس “الترميم”؛ ليرد قائلًا موسم واحد “كويس” وإن شاء الله بـ”تعاون” الجميع سوف أسعى جاهدًا بكل ما أستطيع إصلاح ما يمكن إصلاحه ليعود نادي الاتحاد لأمجاده ومكانته المرموقة.
-على أثر هذه الإجابة راودني سؤال إلا أنني “كتمته في صدري” وأنا أرى في عينيه تشع أنوار “الأمل” وهو في أمس الحاجة إلى كلمات “الدعم والتحفيز” لا إلى لغة الإحباط، هذا السؤال جاءني من منطلق مقارنة بين فترتين قصيرتين قبل فيها مسؤولية قيادة نادي الاتحاد كل فترة مدتها عام أو موسم واحد بما أعطاني انطباعًا أنه رجل يحب القيام بالمهمات الصعبة ذات “النفس القصير” التي تُمكنه من تحقيق النجاح ثم يرحل ومثل هذا الفكر أو التوجه “مخيف” جدًا لمستقبل نادٍ تغيرت”هوية” إدارته جملة وتفصيلًا، ويحتاج إلى “رئيس” يُساهم بالحفاظ على إستراتيجية عمل ونظام “شركات” أهدافها لا تنحصر في تحقيق البطولات إنما إنجازات كبيرة أيضًا تحقق لها مداخيل مادية عبر خطط “استثمارية”، ومثله شركة الاتحاد تحتاج إلى خبرته ونفس طويل؛ ليشاركها في بلوغ هذه الأهداف إلا أنني فضلت الاحتفاظ بهذا السؤال في ذاكرتي ولسان حالي يقول: “ربما تتغير قناعاته مثلما تغيرت قناعته بعدم العودة لرئاسة الاتحاد ويستمر في إدارة شركة الاتحاد لأعوام مديدة -بإذن الله- وتوفيقه، وعلى قول المثل “إن غدًا لناظره لقريب”.
-لهذا المثل مع “الناظر” وقفة أخرى في همس آخر له علاقة بالملفات الصعبة التي سوف تواجهه كيف سيتعامل معها، والطرق التي يتبعها ويستخدمها للتغلب عليها وفق سؤال وجهت له في نهاية حديثي “الشفاف” جدًا معي بماذا تعد الجماهير الاتحاد؛ فقال لي بالحرف الواحد: “سأبذل كافة جهدي ووقتي وبكل ما أستطيع لخدمة هذا النادي الكبير من أجل إسعادهم وأسأل الله أن يُساعدني للوفاء بهذا الوعد”، وغدًا لنا لقاء في مقال قابل للنشر وليعذرني رئيس نادي الاتحاد أنني في هذه المساحة طرحت حوارًا لم يكن “للنشر” ولم أستأذنه بذلك إلا أني وجدت فيه مادة “دسمة” لفكر رجل قيادي بعد اليوم من ترشيحه سخر كل وقته مطلعًا على تفاصيل التفاصيل الخاصة بكل الملفات صغيرها وكبيرها بما يدعو إلى التفاؤل وإلى وقفة “صادقة” معه ومع مجلس إدارته من الجميع بدون استثناء، والله من وراء القصد وهو المستعان.