تشرفت باستقبال معالي البروفيسور (زيني أوجانج) وزير التعليم العالي الماليزي الذي يؤدي الحج هذا العام ضيفاً في برنامج خادم الحرمين الشريفين، معاليه حاصل على عدة جوائز دولية وتكريمات لمساهماته المميزة، وأفكاره الإبداعية في مجال التعليم العالي والجامعات.
وقد دار حوار شيّق مع معاليه عند استقباله، تحدث فيه عن أهمية البحث العلمي، وكيف أنه كان السبب الرئيسي لتطور الصين، لامتلاكها الحصة الأكبر على مستوى العالم من البحوث العلمية عالية التأثير منذ العام 2022م.
كما تحدث عن خطته الوزارية بأن تحتل الجامعات الماليزية مراتب متقدمة في هيئات التصنيفات العالمية، وأردف مازحاً أنه لاقى معارضة من مجلس التعليم العالي الماليزي بعد أن كان قد أقترح عشرة جامعات فقط؛ بسبب هذه المعارضة قام برفع الرقم لعشرين جامعة!
فذكر أن عدة جامعات ماليزية تحتل الآن مراتب متقدمة نسبة لما كانت عليه قبل بدأ استراتيجيته المذكورة؛ فقد احتلت جامعة ماليزيا (UM) المركز رقم (60) عام 2025م، المتوقع الإعلان عنه قريباً-حيث قفزت خمسة مراكز عن تصنيفها للعام الذي قبله.
كما تحدث عن مشاريع التعاون الأكاديمي الإقليمية التي تترأسها ماليزيا في مشاركة خبراتها الأكاديمية التطويرية في تطوير التعليم العالي خاصة بين دول اتحاد أسيان الذي يتكون من (ماليزيا، سنغافورة، تايلند، لاوس، بروناي، كامبوديا، ماينمار، الفلبين، وفيتنام)، وأهم مثال على هذا التعاون التغير الإيجابي الذي أنجز بسواعد أكاديمية ماليزية في جامعة بروناي للتقنية التي انضمت لتصنيف ((QS ضمن أفضل خمسين جامعة ناشئة في العالم عام 2022م.
وتحدث بإسهاب عن دور الريادة في تطوير قطاع التعليم العالي، وكيف أن نظام الجامعات الماليزي قد تم وضعه على أن يحفز الكوادر الاكاديمية على السعي وراء تحويل الأفكار الإبداعية إلى مشاريع تجارية، بحيث يمكن تمويلها عن طريق الجامعات، لتكون شركات تجارية تمتلكها الجامعات بالمشاركة مع المبدعين من كوادرها الاكاديمية.
وشدد أن هذه تعتبر خطوة مهمة في تحفيز الكوادر الاكاديمية على الابداع والرفع من الطرح الأكاديمي والبحثي وزيادة الموارد المادية، مما يعود بالنفع على الجامعات لتحتل مراكز متقدمة بين أفضل جامعات العالم.
وتطرّق للتعاون الدولي بين الجامعات الذي يعد سمة تميز للبرنامج الماليزي لريادة الاعمال الاكاديمية، لأنه يضيف صبغة التجارب الدولية ويضمن أن تكون المشاريع ريادية ويساهم في تعزيز الأدوات اللازمة لضمان نجاح المشاريع كي لا تقع في فلك التكرار أو تواجه معضلات تجارب فاشلة سابقة.
وتحدث أيضاً عن مقترحه لرفع نسبة الكوادر الاكاديمية الماليزية بالجامعات لنسبة 95%، وترك نسبة 5% للكوادر الدولية المميزة الزائرة فقط، للاستفادة من الخبرات والتجارب الدولية بمرونة تعاقدية أفضل، ويتم ذلك بالتعاقد مع مجموعة معينة من العلماء البارزين للاستفادة من علمهم وتجاربهم لأوقات محددة كافية لترك أثر علمي.
كما تحدث عن نجاح تجربة ماليزية في فتح المجال للمتخصصين – غير الأكاديميين – في مجالات وقطاعات مختلفة مشهود لهم بالخبرة في مجالاتهم، أن يقدموا محاضرات للطلبة الجامعيين، بهدف التقريب وسد الفجوة بين ما يتعلمه الطلبة في الجامعة وواقع سوق العمل.
وتحدث عن هيكلة الجامعات واستقلالية ادارتها، فمجلس الجامعة يجب أن يحتوي أفراد ليسوا بالضرورة مرتبط عملهم بالمجال الأكاديمي؛ وذلك لضمان تحقيق المخرجات العلمية لأهدافها المنوطة بها.
وأخيراً ركز على أن مجلس إدارة الجامعة يجب أن يهتم بشيئين اثنين: (جودة المخرجات والتمويل)، وهاذان الامران يجب أن توضع نصب أعينهم في كل اجتماع.
0