التوأمان، المملكةُ العربيةُ السعوديةُ ومصرُ المحروسةُ – حباهما الله تبارك وتعالى- بينهماعلاقاتّ متميزةٍ، تتسمُ بالقوةِ والاستمراريةِ نظراً للمكانةِ والقدراتِ الكبيرةِ التي يتمتعُ بها البلدان على الأصعدةِ العربيةِ والإسلاميةِ والدوليةِ، فالبلدان هما قطبا العلاقاتِ والتفاعلاتِ في النظام الإقليميِّ العربيِّ كما أن التشابهَ في التوجُهاتِ بين السياستينِ المصريةِ والسعوديةِ؛ يؤدى إلى التقاربِ – وربما إلى حد التطابق- إزاءَ العديدِ من القضايا.
والتوأمةُ التي بين البلدينِ توأمةٌ إلهيةٌ؛ ففي المملكةِ بيتُ اللهِ الحرامَ ومرقدُ سيدُنا النبيُ – صلى الله عليه وسلم- خيرُ الانامِ. وفي مصرَ يجري نهرٌ من أنهارِ الجنةِ وبها جبلُ التجلي؛ الذي تجلى اللهُ بنوره عليه؛ ساعةَ أن كلمَ سيدَنا موسى – عليه السلام-، وبأرضِ سيناءَ صلى سيدُنا محمدٌ – صلى الله عليه وسلم- سيدُ الأنامِ ليلةَ الإسراءِ والمعراجِ إلى الملكِ العلامِ.
وهذا التناغمُ جعلَ بين الشعبينِ توأمةٌ روحيةٌ فإن التقيتَ أحداً من المملكةِ؛ فقد التقيتَ نفسَكَ، ولذلك لن يستطيعَ أحدٌ أن يُحدِثَ خللاً بين الشقيقتين “مصر والمملكة”، وما أصدقَ ما قاله سيدُنا عبدُ الله بنُ عباسٍ لسيدتِنا زينبَ “عقيلةَ بني هاشمٍ”: (إن بمصرَ قوماً يُحبونكم للهِ، ولقرابتِكم من سيدِنا رسولِ اللهِ صلى الله عليه وآله).
فاللهَ نسألُ أن يحفظَ البلدينِ راعٍ ورعيةً، وأن يَشكُرَ اللهُ – تبارك وتعالى- لبلادِ الحرمينِ ولخادمِ الحرمينِ الشريفين ولولي عهده الأمين خدمتَهم لضيوفِ الرحمنِ.
– إمام مسجد الفتح بميدان رمسيس- القاهرة