بالرغم مما تُعانيه غزة من بطش واعتداء ومجازر وإبادة جماعية من قبل قوات الاحتلال الصهيوني، وما نتج عن ذلك من ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين الذين وصلوا إلى حوالي ثمانية وثلاثين ألف شهيد، إلا أن ما يحدث في السودان أشد مرارة على النفس وأقسى أثرًا على كل إنسان عربي، ليس تقليلًا من حجم الكارثة النازية التي يتعرَّض لها الشعب الفلسطيني، ولكن لأن من يقوم بذلك العمل البربري في فلسطين هم أعداء الله ورسله وأعداء المسلمين والعرب، وبالتالي لا غرابة فالعدو المحتل هذا منهجه الوحشي تجاه الشعب والأرض التي يحتلها، بينما من يتقاتل في السودان هم شعب واحد لبلد واحد هو السودان الجريح، من المؤسف أن نُقارن ما يقوم به الصهاينة ضد الفلسطينيين مع ما يقوم به الجيش السوداني ضد قوات الدعم السريع؛ لأن القوتين قوة واحدة اسمها قوة السودان، قوة السودان المنشقة عن بعض والمتحاربة ضد بعض، هي محل استغرابنا ودهشتنا وألمنا، فماذا ترك البرهان وحميدتي لأعداء السودان من الأغراب، وأين أنتم يا أهل السودان الأحرار؟ لماذا لا تتحدوا في وجه الطغيان العسكري بشقيه؟ لماذا لا تتحدوا ضد قائدين ديكتاتوريين الكل منهما يبحث عن السلطة والقيادة على حساب الشعب السوداني؟ لماذا يا شعب السودان لا تقولوا كلمتكم الموحدة، وتعلنوا موقفًا سودانيًا جماعيًا بصوت واحد، لا للبرهان ولا لحميدتي، ونعم للسودان ووحدته، اخلعوا هذين الرجلين من منصبيهما كي يعيش السودان في أمن وأمان واستقرار، كونوا رجلًا واحدًا، وارفضوا الظلم والاستبداد من قبل القائدين، قولوا لهما: (ارحل يا برهان.. وارحل يا حميدتي) ألم يستكفوا تلاعبًا وقتلًا وتدميرًا للسودان وأهله من أجل مصالح شخصية عسكرية تقاسمها هذان الرجلان المستبدان، منذ الخامس عشر من إبريل لعام ٢٠٢٣ والسودان يرضخ تحت وطأة هذه الحرب الهمجية المؤلمة بحق السودانيين، هل عجز الشرفاء الأحرار في السودان عن لم الشمل وتوحيد الصفوف الشعبية لمواجهة الظلم وإيقاف هذه الحرب العبثية بطرد قادتها المجرمين، أو بالقبض عليهما ومحاسبتهما على ما ارتكباه من إجرام بحق الشعب السوداني، كلاهما يبحث عن السلطة المطلقة بعيدًا عن مصالح السودان العُليا، لم تقصر المملكة العربية السعودية فقد حاولت مرارًا وتكرارًا المصالحة بين الطرفين المتناحرين، ولكن دون جدوى بسبب طغيان وأنانية واستبداد كلٍّ من البرهان وحميدتي، كان كل العرب والمسلمين يحلمون بالاستقرار والأمن والأمان للسودان بعد الإطاحة بحكم البشير، فخاب ذلك الحلم الجميل وتبخّر بين سلطة قائدين عنيدين، فإلى متى يظل الشعب السوداني بهذه الاستكانة والخنوع الذي لا يُناسب كرامة السودانيين وطيبتهم؟!! إلى متى سيظل البرهان وحميدتي في صراع أبدي للاستئثار بالسلطة على حساب هذا الشعب العظيم الذي يتم قتله وتهجيره منذ أكثر من عام؟!!.
1
عين العقل يادكتور جرمان كلام منطقي وفي محله لماذا لايختار السودان شخص آخر بخلاف هذين الرجلين حتى لو افترضنا ان احدهما افضل من الاخر فمصلحة السودان في الاستقرار وليس في التناحر والاقتتال