أصدر وزير الصحة بيانًا عن إحصائيات الوفيات في الحج لهذا العام 1445هـ، والتي بلغ عددها ألف وثلاثمائة وواحد منهم ثمانون بالمائة من غير المصرح لهم بالحج، وبإحصائية بسيطة إذا قسّمنا عدد الوفيات -رحمهم الله- جميعًا على عدد الحجاج كاملًا، نجد أنها لا تتجاوز واحدًا في الألف من العدد الكلي، وهي نسبة لا تكاد تُذكر في ظل الظروف المحيطة بالوقت والمكان والطقس مع الجهود التي بُذلت، والتي سخرت الدولة كافة الإمكانيات المادية والبشرية بحب وتضحية يشهد بها من رآها وعايشها وسمع عنها، ويؤكد ويبرهن على ذلك موقف المملكة من أزمة الكورونا قبل عدة سنوات، وكيف سخرت الدولة جهودًا غير عادية لحماية المواطنين والمقيمين، وحتى المخالفين من ذلك الفيروس الذي تعرض له العالم بأسره، وقد ضربت المملكة نموذجًا عالميًا في تلك الإجراءات التي لم يتفوق عليها أحد فيها كل ذلك تمَّ تحت شعار سياسة وقيادة حكيمة ورشيده بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظها الله- وسمو ولي العهد الأمير محمد -حفظه الله- حين أطلق خادم الحرمين الشريفين شعار “الإنسان أولًا”، وهو شعار تم تطبيقه سياسة وتنفيذًا قبل أي مصلحة أخرى حتى زالت الغمة والحمد لله.
وهكذا فإن (سياسة الإنسان أولًا) تنسحب كذلك على الحجاج والمعتمرين والزوّار والمواطنين والمقيمين في هذه البلد المباركة، والحج والخدمات المقدمة من الدولة للحجاج هي استمرار لهذه السياسة أمنيًا وصحيًا وإنسانيًا.
0