المقالات

إكرام الضيف … شيمة النبلاء

طالعتنا وكالات الأخبار العالمية والمحلية بخبر اعتذار سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء عن عدم مشاركته في قمة مجموعة السبع (G7) التي تمَّ انعقادها في إيطاليا يوم الجمعة الموافق 14-6-2024م، وفي برقية شكر بعثها إلى دولة رئيسة مجلس وزراء الجمهورية الإيطالية “جورجيا ميلوني” على الدعوة الكريمة التي تلقاها من دولتها للمشاركة في جلسة التواصل لقمة مجموعة السبع، قال سمو ولي العهد: إنه لن يتمكن من حضور القمة “بسبب ارتباطات تحول دون ذلك تتعلق بالإشراف على أعمال موسم الحج”، مؤكدًا على عُمق العلاقات بين المملكة وإيطاليا، ومتمنيًا النجاح لأعمال القمة.
فمنذ بزوغ فجر تأسيس وتوحيد المملكة العربية السعودية حملت على عاتقها خدمة حجاج بيت الله الحرام وإكرام قاصديه وتأمين زائريه، إن من شيَمُنا التي أصلها الملك المؤسس عبد العزيز -طيب الله ثراه- وتتابعها أبناؤه وأحفاده من بعده إكرام الضيف وتأمينه، وعلى وجه الخصوص ضيوف الرحمن.

ففي كل عام، تستضيف المملكة العربية السعودية أحد أبرز الأحداث الدينية في العالم، ألا وهو موسم الحج، الذي يجمع ملايين الحجاج والمعتمرين من جميع أنحاء العالم، تحت إشراف مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، تُظهر الحكومة السعودية قدرة استثنائية على تنظيم وتسيير هذا الحدث الضخم بأعلى معايير الجودة والأمان.
حيث يُعد موسم الحج من أهم المواسم الدينية في العالم الإسلامي، وفيه يتوافد ملايين المسلمين من مختلف أنحاء العالم إلى المملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج الركن الخامس في الإسلام، وتتطلب هذه المناسبة تنظيمًا دقيقًا وإشرافًا عالي المستوى لضمان سلامة الحجاج، وتقديم الخدمات اللازمة لهم بكفاءة وفعالية.
منذ تولي سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان منصب ولي العهد، حرص على تحسين وتطوير الخدمات الصحية والأمنية واللوجيستية، واستخدام التكنولوجيا المتقدمة؛ لتسهيل عملية التسجيل والمتابعة المقدمة لضمان راحة الحجيج، بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى تعزيز جودة الحياة وتحسين البنية التحتية، وتوسيع القدرات الاستيعابية للمشاعر المقدسة، وتولى سمو ولي العهد شخصيًا مسؤولية الإشراف على جميع الجوانب المتعلقة بموسم الحج، بدءًا من التنظيم والتخطيط، وصولًا إلى التنفيذ والمتابعة الميدانية مما يُساهم في تعزيز مكانة المملكة كوجهة إسلامية رائدة.
وفي خطوة تعكس التزام الحكومة السعودية العميقة تجاه خدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن، اعتذار سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن الحضور لقمة مجموعة السبع لهذا العام. يأتي هذا القرار في سياق انشغاله بالإشراف على أعمال موسم الحج، مما يعكس الأولوية القصوى التي يمنحها لخدمة الحجاج والمعتمرين والمشاعر المقدسة.
فلقد كانت المملكة العربية السعودية تتطلع إلى مشاركة سمو ولي العهد في قمة مجموعة السبع؛ نظرًا لأهمية هذا التجمع الدولي الذي يضم أقوى اقتصادات العالم، ومع ذلك، فضّل سمو ولي العهد التفرغ للإشراف على موسم الحج؛ لضمان توفير أفضل تجربة ممكنة للحجاج، وتلبية احتياجاتهم بكفاءة عالية.

لقي قرار سيدي سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رئيس مجلس الوزراء بالاعتذار عن حضور القمة احترامًا وتقديرًا من قبل الدول الأعضاء في مجموعة السبع، وقد عبرت العديد من الدول عن تفهمها لأهمية موسم الحج ودور المملكة في تنظيمه، وأشادت بالتزام ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بخدمة الحجاج، وتقديم أفضل الخدمات لهم.
وفي الختام، اعتذار صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء عن حضور قمة مجموعة السبع يحمل في طياته رسالة قوية إلى المجتمع الدولي. إنه يؤكد أن خدمة الحرمين الشريفين تأتي في المقام الأوَّل، وأن المملكة تولي أهمية قصوى لدورها كحامية لأقدس الأماكن الإسلامية، هذه الرسالة تُعزز صورة المملكة كمركز روحي للعالم الإسلامي، وتظهر التزامها العميق بخدمة المسلمين في كل مكان.

– أستاذ القانون الدولي – جامعة جدة

د. محمد بن سليمان الأنصاري

أستاذ القانون الدولي - جامعة جدة

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، لقد كفيت ووفيت، وصح لسانك يا ابن أخي ” د. محمد بن سليمان الشيخ الأنصاري ” فما لخصت إلا الحقيقة الدامغة الواضحة وضوح الشمس في وسط النهار – سائلا المولى عز وجل أن يديم عز بلادنا المقدسة وأن يحفظ القيادة الرشيدة الساهرة على أمنها وازدهارها. … أ. د. عبدالله بن محمد الشيخ الأنصاري – أستاذ علم النبات بكلية العلوم – جامعة الملك سعود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى