رغم مشقتها لكنها تحمل بين ثناياها دفئًا للروح وقلبًا يبحث عن صفائه، هي رحلة الذنب المغفور؛ حيث الأزمان الشريفة والأماكن المقدسة.
ولأنها تقترن بكثرة الدعاء والتوسل إلى الله، والإكثار من التلبية، كان العراق صاحب الرقم الصعب في منافسة الدول الإسلامية في العالم أجمع من حيث الترتيب والتنظيم في كل أمور الحجيج.
سابقًا كانت دول شرق آسيا تحظى بالمراكز المتقدمة في ذلك مثل: أندونيسيا وماليزيا؛ حيث تُشاهد حجيجهم يسيرون ككتيبة النمل التي لا تُفارق إحداهما الأخرى، ولكن العراق لبى الدعوة في المنافسة ولعامين متتاليين ليكون الأوَّل في حصد جائزة “لبيتم”.
كُنا وما زلنا وعلى مر تاريخنا أول الملبين سواء في ساحات الوغى؛ حيث ننذر الغالي والنفيس في دحر أعداء الإسلام أو في تلبية نداء الله .
وحج هذا العام كان صعبًا على الموجودين بلهيب درجات الحرارة المرتفعة، ودخول غير نظامي لحجاج بعض الدول إلا أن العراق كان ملتزمًا بالنظام بدءًا من هيئة الحج والعمرة في بغداد؛ وصولًا إلى الشعائر المقدسة في مكة والمدينة .
هي أفضل أيام الله يمكن لنا وصفها؛ ولذلك كانت هيئتنا الموقرة بشخص شيخها “سامي المسعودي” تختار للحاج العراقي أفضل المسكن والمأكل حتى أصبح محسودًا من قبل بقية الحجاج المسلمين .
كتب الله لي الحج والعمرة، ورزقني زيارة بيته الحرام وقبر حبيبه وشفيعه محمد -عليه أفضل السلام وأتم التسليم-، وكنت شاهدًا على كل ما يُقدم من خدمة لضيوف الرحمن سواء من أهل البيت المستضيفين أو من الجانب العراقي؛ لأن مزاج وذوق الحاج العراقي من الصعب إرضائه، ولكن هيئة الحج العراقية نجحت ولعامين أن تصل إلى ما يصبو إليه أهلها، ونجحت في اجتياز اختبار صعب كانت دومًا هي الأولى فيه.. هو نجاح نأمل أن يتكرر دومًا، ويعود العراق فيه سيدًا للمشهد.