تؤكد الوقائع التاريخية الممتدة عبر الزمن أن العلاقات السعودية – المصرية كانت ومازالت وستستمر – بعون الله- صمام الأمان وحجر الأساس لاستقرار العالم العربي والإسلامي ومنطقة الشرق الأوسط بأكملها، وهي علاقات استراتيجية متميزة تتسم بالقوة والاستمرارية منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- نظراً للمكانة والقدرات الكبيرة التي يتمتع بها البلدان الشقيقان على الأصعدة: العربية والإسلامية والدولية، فالبلدان هما قطبا العلاقات والتفاعلات في النظام الإقليمي العربي كما أن التشابه في التوجهات المعتدلة بينهما يؤدى إلى مزيد من التقارب إزاء العديد من المشاكل والقضايا الدولية والقضايا العربية والإسلامية.
كما يعزز هذه العلاقات التاريخية الممتدة وحدة المصير، وإرادة التطوير الحاضرة بقوة لدى قيادة البلدين: خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله-، وفخامة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي – وفقه الله-.
ويؤكد على استراتيجية وحيوية العلاقات بين البلدين الشقيقين الزيارات المتبادلة بين قادة البلدين بشكل دوري، فضلاً عن الزيارات المتبادلة على مختلف الأصعدة الأمنية والاقتصادية وغيرها الهادفة لتبادل الآراء التي تهم الرياض والقاهرة، ما أسهم في ارتقاء العلاقات الثنائية بين البلدين إلى مرحلة “الشراكة الاستراتيجية” من خلال تأسيس مجلس التنسيق السعودي – المصري والاتفاقات المتبادلة والبروتوكولات ومذكرات التفاهم بين المؤسسات الحكومية في البلدين.
وقد سخرت المملكة كل امكاناتها لمساندة الشعب المصري بكل مودة ومحبة وتقدير ايماناً من المملكة بوحدة المصير المشترك، وأما ما ينعق احياناً في وسائل التواصل الاجتماعي فنقول لهم كما قال الحكيم: “لا يضر البحر أمسى ذاخراً أنه رمى فيه غلام بحجر”.
ومن ناحية أخرى، تمثل العلاقات بين البلدين الشقيقين بعداً استراتيجياً وركيزة هامة للاستقرار في العمل العربي المشترك، وفي حماية قواعد وأسس الأمن القومي العربي، فمن خلال تلك العلاقات يمكن للأمة العربية تحقيق أهدافها والتصدى للأخطار العديدة المحدقة بها، خاصةً فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، في ضوء ما تقدمه الدولتان من دعم سياسي ومعنوي، كما يمتد دورهما إلى مواجهة المخاطر الناجمة عن الأزمات الدولية الكبرى، على غرار الأزمة الأوكرانية، عبر الوصول الى موقف عربي مشترك لمواجهة الإستقطابات الدولية الضابطة والأخطار الاقتصادية وسبل مواجهتها.
وأخيراً.. فإن قوة العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين البلدين لا تروق للبعض والذين يسعون لإثارة الفتن فيما بينهما بين الحين والأخر بهدف إضعافهما مستخدمين مواقع التواصل الاجتماعي لتحقيق هذا الهدف، وهو ما يدركه جيداً البلدان الشقيقان، سواءً على مستوى القيادتين أو الشعبين، فيكون التصدي الحاسم للأهداف الخبيثة موجعاً.. حفظ الله السعودية ومصر.. قيادةً وشعباً.
0