تُعد الوقاية الصحية أحد أهم الركائز لرؤية المملكة 2030؛ والتي تسعى إلى توفير بيئة مدرسية وآمنة تُساهم في تطوير العملية التعليمية والارتقاء بجودة حياة الطلاب من خلال الصحة المدرسية؛ ولذا أنشأت وزارة التعليم إدارة تعنى بالصحة المدرسية تمشيًا مع أهداف رؤية 2030. التي تركز على أهمية الصحة المدرسية لتحسين جودة التعليم وتعزيز الصحة العامة للطلاب والطالبات. انطلاقًا من ذلك، تهتم وزارة التعليم بتوفير بيئة مدرسية صحية من خلال برامج التـثـقيف الصحي والفحص الطبي الدوري. وقد أتاحت وزارة التعليم الشراكات المجتمعية و الفرصة للقطاع الخاص والقطاع غير الربحي للمشاركة في تحقيق هذه الأهداف من خلال ما يُسمى “المشاركة المجتمعية”؛ لتسهم هذه الشراكات في تقديم برامج تـثـقيفية وتنفيذ فحوصات صحية بإشراف أطباء متخصصين. وأما المراحل الأكاديمية تتوفر لدى الجامعات كليات صحية؛ فمن الممكن أن يستفيد طالب الطب المتدرب في التطوع داخل الحرم الجامعي وإلزام الطلاب بحضور هذه الندوات أو برامج الكشف المبكر للنظر و الأمراض المزمنة، وتكون عملية مستدامة لتدريب لطالب الطب المستجد ، وفي المقابل المحافظة على سلامة الطالب بالكشف المبكر لطلاب الكليات الأخرى، ومعرفة الفوائد وأثرها في معرفة ما هو مفيد وما هو ضار؛ فيتجنب الطالب الأطعمة التي تضره ويكون مثـقـفًا لزملائه وتصل الرسالة بنفس الفئة العمرية وتختلف برامج التـثـقيف الصحي باختلاف أعمار الطلاب للمراحل الدراسية العامة والدبلومات المهنية والجامعية؛ ونظرًا لمراحل البلوغ وتغيير التفكير في كل مرحلة يجب عند تحديد البرامج يكون بطريقة تناسب فئته العمرية.
إذا كُنا في كل عام دراسي جديد نستعد بالأدوات اللازمة من كتب وأدوات قرطاسية فمن باب أولى الاستعداد الصحي للطالب بعمل فحص طبي؛ ومن خلال هذا الفحص من الممكن أن يظهر للطالب بأنه مصاب بضعف نظر أو مشاكل أخرى تُعيق الطالب عن الاستيعاب والفهم أو حساسية تجاه طعام معين؛ وتقدم وزارتين الصحة التعليم برنامج الفحص الاستكشافي للصف الأول الابتدائي والصف الرابع والصف الأول المتوسط والأول الثانوي وهذا من جانب الصحة الجسدية، أما من جانب التـثـقيف الصحي لطلاب المرحلتين الابتدائية والمتوسطة ومن خلال خبرتي في الميدان التربوي يتم التركيز على خطر الأجهزة الإلكترونية، والتوعية بالغذاء السليم وأهمية الرياضة وخطر التنمر على الصحة النفسية وطريقة التعامل معه وأهمية النوم الصحي وغيرها من البرامج التي تُعزز الصحة المدرسية، وتختلف الفئة العمرية عن مرحلة الثانوية والدبلومات العالية، والتي تقدمها الهيئة العامة للصناعات العسكرية ومؤسسة التدريب المهني والتقني؛ فهذه المراحل العمرية تدفعها الحماس إلى أي فكرة جديدة أو مواكبة تطور؛ فمن الممكن أن تتأثر سلبًا من خلال مشاهدة المحتوى الدعائي والذي يسعى إلى تغيير نمط أو سلوك معين، ويقود إلى أفكار تهدف إلى الإخلال بالفكر السليم والقويم، ومن جانب التعامل مع الأفكار الهدامة وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي وارى كباحث في مجال العلاقات العامة والامن الفكري تخصيص ندوة عن الامن الفكري الشامل تناسب مع طلاب الديبلومات ، حيث قدمت رئاسة أمن الدولة ندوات عديدة منها مفهوم الأمن الفكري للمرحلة الجامعية؛ حيث أقامت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ندوة عن الأمن الفكري أسبوع (أمن) ومعرض الكتاب في جامعة القصيم، وهذا يُساعد في تعزيز الأمن الفكري كباحث في الامن الفكري وأقترح عمل ندوة لمعلمي الدراسات الاجتماعية بالمرحلة الثانوية عن مفهوم الأمن الفكري الشامل، وهنا دور المعلم في نقلها للمدرسة ، وتخصيص ندوات لطلاب الدبلومات المهنية وبرامج تـثـقيفية أخرى مثل أنظمة السير والمرور وعواقب عدم التقيد بها وجرائم التحرش، وهذا يساهم في الحفاظ على مجتمع قويم وسليم الفكر، وعلى جانب البرامج الصحية التي تهدف إلى رفع الوعي الصحي هي خطر المخدرات والتدخين وخطر الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي، وكيفية التغلب على الاكتئاب والقلق وكيفية التعامل مع الإصابات داخل المدارس بتقديم دورة إسعافات أولية داخل المدارس بالتعاون مع الهلال الأحمر؛ بحيث يكونون على وعي ودراية كاملة في التعامل مع هذه المواقف داخل المدرسة أو خارجها، وتسعى المملكة العربية السعودية من خلال هذه المبادرات والبرامج إلى بناء جيل واع وصحي قادر على تحقيق طموحات رؤية 2030، وتتطلب هذه الجهود تكاتف جميع الجهات المعنية لضمان بيئة تعليمية وصحية مستدامة.