تشهد المنظمات والأفراد على حدٍ سواء تحولات كبيرة من منظور “القيادة التحويلية”، التي تُركز على إلهام وتحفيز الجميع لتحقيق تغييرات إيجابية ذات أثرٍ ملموس، وهذه التحولات تسهم في بناء فرق عمل موحدة وشراكة نجاح متكاملة، والقيادة التحويلية تلعب دورًا محوريًا وحاسمًا في توجيه هذه التحولات بشكل فعّال؛ لتحقيق الأهداف الإستراتيجية عبر جميع القنوات وبطرق مبتكرة ومدروسة.
تشمل محطات التحول في المنظمات تغييرات إستراتيجية في الرؤية، الرسالة، القيم، والأهداف، هذه التحولات تأتي من خلال تبني برامج ومبادرات حيوية، سياسات حديثة، وتقنيات مبتكرة، بالإضافة إلى ذلك يمكن أن تشمل التحولات إعادة هيكلة تنظيمية داخل المنظمة لتواكب المستجدات والمتغيرات المعاصرة، وتهدف هذه التحولات إلى تحسين الأداء، زيادة الكفاءة الإنتاجية، تعظيم الربحية، والتكيف مع المتغيرات في السوق والبيئة المحيطة، ويتطلب ذلك من المنظمات السعي والاجتهاد في البحث عن الفرص، حيث تتوفر العديد من الفرص لمن يبحث عنها بجدية.
تغطي محطات التحول على مستوى الأفراد تغييرات في المسارات المهنية من خلال اكتساب مهارات جديدة، وتطوير الذات عبر التعليم المستمر؛ حيث الأفراد هم أحد أهم عناصر وركائز التنمية المستدامة، وبالتالي تنعكس جهودهم على المنظمة والمجتمع، ويمكن لهذه التحولات أن تُساعد الأفراد على النمو الشخصي والمهني، وفتح آفاق وفرص جديدة؛ حيث تشمل التحولات الشخصية تحقيق أهداف مهمة أو إنجازات جديدة، مثل: الانتقال إلى وظيفة جديدة، تغيير المجال المهني، الترقية إلى مناصب أعلى، أو الحصول على شهادات مهنية تُعزز من المهارات والقدرات، وكل هذه التحولات تُعزز من المسار المهني وتنعكس إيجابًا على المجتمع ككل.
تضمن وتحتوي مؤشرات محطات التحول على مستوى المنظمات إعادة تحديد الأهداف، تغيير الأسواق المستهدفة، تبني إستراتيجيات جديدة للنمو، والتحول الرقمي، وتتضمن أيضًا اعتماد تقنيات حديثة لتحسين العمليات، زيادة الإيرادات، وتقليل التكاليف، ويعد التحول الرقمي من أهم التحولات المعاصرة، حيث يُساهم في تحسين الكفاءة وزيادة الإنتاجية، أما على مستوى الأفراد، تشمل المؤشرات الانتقال إلى وظائف جديدة، تغيير المسار المهني، الترقية إلى مناصب أعلى، الحصول على درجات علمية، وبناء شبكات واسعة من العلاقات الاجتماعية، وتعتبر القدرة على التكيف مع الظروف الجديدة والتحديات المستجدة من أهم مؤشرات التحول الشخصي.
الجميع الآن يُدرك بأن التعليم والتعلم المستمر يلعبان دورًا حاسمًا في تعزيز مهارات الأفراد ومواكبة التغيرات السريعة. كذلك، تُعد الشراكات الإستراتيجية مع جهات محلية ودولية فرصة لتعزيز النمو والتطوير المستدام، وتُشكل محطات التحول جزءًا لا يتجزأ من مسيرة النمو والتطور المستدام سواء على مستوى المنظمات أو الأفراد، كما يجب على الجميع السعي لتحقيق التحولات الإيجابية واستغلال الفرص المتاحة في ظل رؤية واضحة وبيئة محفزة على العمل والتميُّز، ويمكننا اليوم تحقيق إنجازات مستدامة تُساهم في ازدهار المجتمع بشكل متجدد، مواكب، ومعاصر.