همس الحقيقة
وأنا أطّلع على واحدة من مفاجآت رئيس الهيئة العامة للترفيه معالي المستشار الأستاذ/ تركي آل الشيخ، وهو يقفز بنا قفزةً من الوثب العالي، وإن كانت عكسية تتجه إلى الماضي القريب إلى عالم في عصر جميل، عاش أجمل فتراته ولحظاته يعود إلى زمن جيل الثمانينيات عبر فكر إبداعي يُداعب ذاكرته وذاكرة من كانت لهم من الذكريات المخملية بكل رونقها الجذّاب والمتمثلة في ألعاب إلكترونية وأفلام كرتونية مقارنةً بالحاضر الذي يُناجي صوت كوكب الشرق أم كلثوم في مقطع غنائي ختمته في نهاية بيت شعر “إنما الحاضر أحلى”، والذي يُحاكي سعوديتنا وطنا الغالي المملكة العربية السعودية في حاضرنا الجميل بما وصلت إليه من تطور مذهل، وتقدم مبهر، وإنجازات متواصلة برؤية خلّاقة يقودها رجل الإصلاح والتغيير الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله-.
-وأنا أطّلع على تلك القفزة المتأرجحة للوراء سنوات وسنوات كان لـ”أبي ناصر” حينها وقفات ومحطات؛ ليطير بجيل اليوم وبسرعة الصاروخ من عصر الثمانينيات الذي يتباهى بأجمل ما فيه وما تذوقه من فن وإبداع عقل طفل صغير لم تمحه ذاكرة الأيام والسنين إلى أم المفاجآت تلامس جيلًا، بات الخيال بالنسبة له في يومنا هذا واقعًا افتراضيًا وعالمًا ممتعًا ومثيرًا ينغمس في أجوائه مشاركًا بعقله وجوارحه واحدة من البطولات العالمية عنوانها العريض السعودية في بطولة العالم للإلكترونيات، وأحسب أن لهذه المشاركة قصة طويلة نهايتها بطل من بلدي السعودية.
-تفاخر طفل بتلك المرحلة جعل مني ذلك الطفل الصغير الذي يريد أن يعبّر عن جزء يسير من طفولته عبر سؤال قفز إلى رأسي المسكين في محتواه آهات انطلقت بكل عفوية لأقول “آه يابو ناصر” لو تدري نحن جيل السبعينيات ما تبقى لنا من الذكريات البريئة جدًّا، وكيف كان الترفيه والتسلية بشعبنا فرحًا وسعادة لا يشعرنا بالجوع ولا الفقر كانت القناعة تمنحنا واحدةً من قصص بطولات سوبرمان والوطواط نقرأها، وخيالنا الواسع يطوف بنا في أعلى سطح البيت، نلعب وفي أزقة الحواري الضيقة نتسابق بـ”البسكليتة” نستأجرها بربع أو نصف ريال أما المراجيح فلم تكن متوفرةً كما هو الحال الآن، والتي أصبح عليها مسمى الملاهي لكثرتها وتنوعاتها إنما كنا ننتظرها مع مقدم العيد، وكانت تصنع من الخشب أما الألعاب التي انتهت في جيلكم ولم يعد لها وجود؛ فقد كانت البرجون والمدوان ولليري والكمكان، وشرعت وغيرها من ألعاب أخرى أراها قد اختفت من ذاكرتي.
-آه يابو ناصر لو تدري كم فرحتنا حينما دخل التلفاز بيتنا، ودخل كل بيت أقراني من الأطفال، ونحن نشاهد أفلام الكرتون بباي والقطة الشجاعة وبرامج الأطفال ومتابعتنا لمسلسلات لبنانية أبرزها: سر الغريب وفارس بني عياد تظهر أسبوعيًا على الشاشة وأفلام أمريكية من أهمها: الهارب والغواصة الذرية وكامبت والفدائيون، بينما كرة القدم نلعبها في الحواري في ملاعب ترابية، نشكلها في مساحة قصيرة جدًّا أبواب الحراسة نضعها بالحجارة، وكان الهدف قبل صلاة المغرب نحسبه بعشرة والمنافسات بين الأندية، كانت تحت مسمى بطولة المناطق ومثلما جيلكم كان مستمتعًا بالكابتن ماجد عبدالله ويوسف الثنيان جيلنا كانت متعته مشاهدته الكابتن سعيد غراب ومحمد راجخان.
-آه لو تدري يابو ناصر كم يعني لنا مشاهدة أعمال كوميدية للفنانين لطفي زيني وحسن دردير اللذين كان لهما دور كبير في التعريف بالدراما التلفزيونية السعودية في العالم العربي، وكم جميل لو أن معاليكم تبني فكرة إنشاء مسرح بمدينة جدة يطلق عليه مسمى مسرح لطفي زيني وحسن دردير؛ لتقام عليه كل الأعمال المسرحية تقديرًا لجهودهم وتضحياتهم في خدمة الفن السعودي وانتشاره خارجيًا؛ خاصة ونحن نعيش في هذا العصر نهضة مسرحية وفنية مذهلة ومبادرات تكريم لأبرز الرموز القدامى ممن انتقلوا إلى -رحمة الله-، وتركوا لهم في بلدنا المعطاء عدة “بصمات” أثرها باقٍ في حياتنا، وكل الأماكن ومساحة من ذاكرتنا لم نكن نحلم بما نراه اليوم والذي والحق يُقال أشبه بالمعجزات ولسان حال جيل السبعينيات يقول: “آه يابو ناصر ليتك جيت من زمان”؛ حيث إن ما تحقق اليوم بفضل الله ثم بفضل ما تتمتعون به من فكر منفتح على العالم برؤية واعية شاملة في كافة المجالات عرّابها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والقادم أفضل وأجمل وأحلى بنظرة ثاقبة، جعلت من مملكتنا الحبيبة كما يشهد القاصي والداني أنها باتت الدول العُظمى الأولى في كل شيء.
0