قبل أن يمضي شهر ذي الحجة لزامًا عليَّ أن أسجل جانبًا، وليس كل النجاحات ولله الحمد إذ المساحة لا تكفي لتعداد هذه المجهودات من قطاعات الدولة .. إلا أن فضل الله على الجميع أن شهد القاصي قبل الداني بتلك النجاحات، وانعكس ذلك على ما تكتبه الصحف العربية وغيرها مما أشاد به الجميع وما حدث في الموسم من بعض ضعاف النفوس بخرق نظام الحج بلا تصريح من قبل من توقع أن الدولة ستسمح بذلك؛ فهم لم يتابعوا تصريحات المسؤولين وعنوانها: (الأمن خط أحمر)، وهو ما تأكد لكل الدنيا أن المملكة العربية السعودية جادة في تطبيق الأنظمة على كائن من كان كيف، وأن المملكة أعدت منظومة خدمية تُريح الحاج؛ ليؤدوا مناسكهم بيسر وسهولة.. وهو ما حدث بالفعل … طريق مكة أكبر إنجاز حصل على مدى سنوات لإراحة الحجيج من بلدانهم إلى مقر سكنهم .. ومطارات ازدانت بموظفين بعدة لغات .. ووزارة صحة متنقلة من المنافذ حتى المشاعر تُرافق الحجاج في مقار سكنهم؛ إذ المراكز الصحية تجاوزت مساحة المشاعر إلى الطرقات مع المستـشفيات المركزية المعتمدة لموسم الحج..ناهيك عن فرق التوعية المتواجدة على الطرقات وشباب الكشافة والأدلاء والمتطوعين، ولا ننسى الواحة الإعلامية بفارسها ووزيرها ومساعديه من خلال إقامة واحة ملتقى الإعلام الذي حضره الإعلاميون.. وبتجهيز المركز الإعلامي والمراسلين بعدة لغات أيضًا أسهم في نقل الحدث إلى الدنيا كلها بأقمار صناعية شرقًا وغربًا؛ حتى وصل صوت الحق إلى المشارق والمغارب؛ فشاهد العالم حركة الحجاج ونفرة عرفة والمبيت بمزدلفة وأيام منى والطواف بالبيت العتيق.. مما يُعد إنجازًا لدولة راهنت على النجاح منذ عهد المؤسس حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهد سمو الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- … ومن منجزات القطاعات الحكومية التسابق على تسهيل المناسك بكل وعي ديني دون غلو أو بدعة بل هو وسطية واعتدال؛ فكانت تطبيقات “نسك” من وزارة الحج والعمرة وتطبيقات رئاسة الشؤون الدينية … وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ورئاسة الإفتاء والشؤون الإسلامية والشؤون الدينية بالحرس الوطني ووزارة الدفاع وغيرها من قطاعات الدولة التي كما ذكرت لا يكفيها مقال عاجل وإلا فالنقل وقطار الحرمين وقطار المشاعر منظومة تحتاج إلى وقفة لنقل الإبداع عنها وعن منسوبيها؛ فهي منظومة لا يقلل من إنجازها كيف، وقد نعم الجميع بتوفر المياه والكهرباء والمواد الغذائية، وكل ما يحتاجه الحاج في الأيام المعلومات…. أما القطاعات الأمنية فيكفي عنها والحديث حولها كلمات سمو وزير الداخلية الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف الذي أكد على توجيهات سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز وسمو وزير الدفاع في حديث إلى زملائه رؤساء القطاعات الأمنية المشاركة كلّ في نجاحاته وتواجده وإخلاصه؛ فكان أن تحقق لهذه الدولة وفاء الرجال من كل منسوبي القطاعات العسكرية -وفقهم الله- وأجزل لهم المثوبة ثم يأتي الناعقون والحاسدون ليقولوا ويهرفوا بما لا يعلموا !!
لكن القرآن أنطقهم وأخرج ما في نفوسهم (حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ) (سورة البقرة الآية 109).. وصدق فيهم قوله تعالى: (وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ) (سورة البقرة الآية 72) والشمس لا تغطى في وضح النهار والجزاء من الله لكل جهد كان سببًا للنجاح حمدًا لله على ذلك النجاح، ووفق قيادتنا للمسيرة بوتيرة نجاح الحج عامًا بعد عام، وكتب الله للعاملين والمخلصين المثوبة على ما قدمته لهم الدولة من تسهيل ونجاح يرضي الله أولًا ثم قيادة حكيمة لا تنظر للناعقين والحاقدين الذي كفانا الله شرهم بقوله: (قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ) (سورة آل عمران الآية 119)، وشكرًا لوطني الذي وفقه الله بقيادة حكيمة تضع النجاح هدفًا لكل عمل؛ فكيف بالحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة؟!! وشكرًا…
0