نشتكي في الكثير من الأحيان من إنكار المعروف، ونُكرر أيضًا كثيرًا اتقِ شر من أحسنت إليه. يقول لي صديقي فلان إنه لم يقلق ويتعب إلا ممن أحسن إليهم ومد لهم يد المساعدة. يقول وقفت معهم في أشد الظروف الصعبة وحتى أحيانًا ظروفي تكون على قد الحال ويا دوب تكفي مصروفي الشهري ولا أتأخر عنهم. وبعضهم أجريت له مخصصًا شهريًّا وإن كان بسيطًا، ولكن كما يقول المثل الشعبي: “نواية تسند الزير”. ولكن الويل إذا اعتذرت من أي طرف منهم عن عدم المساعدة لظروفي. فيبتدئ في الأول برنامج التكرار والتحليف بالله أن أرسل لهم ما تيسّر لهم وما تعسّر عندي. وأكرر الاعتذار وأحيانًا أكشف الحال غصب، وأني لا أملك شروي نقير ولكن ينتقلون إلى مصع الإذن …كيف ما يصير نعرف أنك كنت موظفًا معروفًا قد الدنيا وعلمًا على رأسه نار، أرد عليهم، نار مين أنا أحتاج على رأسي ثلجًا حتى يروق من ما أعانيه، ودنيا مين أنا يا ليت أكون زي بيت مقربع. المهم ثم يبدأ الجزء الآخر وهو ما يسمى بالمصري بالردح.. ليش ما ترسل إيش اللي غيرك يعني إحنا ما نِسوَى. ثم يرتفع الرتم أنت ما تخاف الله. وواحد منهم قال: اسمع سأواقفك أمام الله يوم القيامة. يكمل صديقي فلان والله عندما قال هذا أحسست وكأن جردل ماء ساخن وبه ما لذ وطاب من التراب انهال على جسدي. ما هذا. نعم والنعم بالله. أهكذا يُعامل من يعمل المعروف.بل أزيدكم من الشعر بيتًا فأحدهم يتوعد أكثر بأنه سينعتني بما لا يلذ ولا يطيب من الأوصاف إذا لم أرسل له ما يطيب خاطره من المال وأخلي حياته عال العال وأنا ما هو مهم عندي، ما عندي بالطقاق عليَّ. قلت لفلان كُلنا يا صديقي ذلك الرجل وينطبق علينا “ليتنا من حجنا سالمينا”. … وأستأذن القُراء رغم أن حكاية أخونا فلان درامية سأحاول أن أخفف من وقعها بموقف ظريف حصل للشاعر بصري الوضيحي الشمري؛ فيقال كان بصـري من الرجال الوسيمين، وبلا شك كان مطمح البنات فهن يأملن الزواج منه. ولما كبر ذهب للحج وأثناء الطواف جاء عند الحجر الأسود، إذا بخد فتاة جميلة كانت تريد تقبيل الحجر، فجعل ينظر إليها بإعجاب فناظرته البنت وهي مقطبة حواجبها، وقالت حج يا شيبة، وعندما خرج من المسجد الحرام. دندن وقال:
ياليتـنـا مــن حجـنـا.. سالميـنـا..
كان الذنوب اللي علينا خفيفـات
رحنـا نبـي نخفـف ذنــوب عليـنـا
وجينا وعلينا كثرها عشر.. مرات.
المهم دعونا من الناحية السلبية وإنكار المعروف؛ فهناك أيضًا من يُحافظ على المعروف ويُقابل بمثله بل أحيانًا وأكثر. والمعروف ليس دائمًا ماديًا فالكلمة الطيبة معروف والعشرة الجميلة بين الأهل والأقارب والأصدقاء معروف. والذي صراحة جعلني أكتب هذا المقال هو:- اتصل عليَّ رقم لا أعرفه، والعادة لا أرد على الأرقام غير المعروفة، وكذلك حصل مع هذا الرقم ولم أرد، ولكن هناك شيء شدني أن أتصل عليه؛ فاتصلت وبادرني الطرف الآخر بالسلام، وقال: أنت أسعد الفريح قلت نعم من معي، قال أنا محمد مشعل التركي. فرديت هلا وغلا وألف نعم. تفضل يا محمد قال أبوي مشعل التركي منوم في العناية المركزة وأموره مستقرة الآن.و البوم طلب مني أن اتصل عليك وأشكرك علي ماكان من تعامل طيب منكم أثناء تواجده في النادي ويأمل أنه كان إضافة ترضيكم أثنا تواجده في الفريق . قلت له إنه إنسان كريم وفيً وكفيً وما قصر أبداً وله كل التقدير الذي يذكرنا في أصعب الاوقات. .طيب يا محمد سلامة الوالد الله يشفيه ويعافيه. تحتاج شئ قال أبدًا فقط الدعاء للوالد. مشعل التركي كان هداف الدرجة الاولي عندما أستقطبته لنادي الاتحاد من نادي النجمه. ولا أنسي تعاون الرجل الفاضل صالح الواصل الذي تفاعل مع رغبة اللاعب في الإنتقال لنادي الإتحاد وطلبي بالتنازل عنه. هكذا يكون الوفاء بالأمس ذكرت ما قال بهجة واليوم أنقل ما تفضل به مشعل التركي لم تمنعه المعاناة من الطيب الغير مستغرب . وهذا من أخلاق النبلاء. وأشهد لله انه كان من افضل اللاعبين إلتزامًا وخلقًا وأمانة وإنضباطاً. اللهم أشفي وعافي عبدك مشعل التركي شفاءً لا يغادر سقمًا. قولوا آمين. والحمدلله رب العالمين.