لازال البعض من العاملين في مؤسسات وشركات المقاولات العامة لا يكترثون بالسلامة ولا يلقون لها بالًا، حتى تقع الكارثة وتأتي ساعة الندم ولات حين مناص، بينما حقيقة التزامهم بوسائل الأمن والسلامة يدل على تميزهم، وحرصهم، وما يتمتعون به من ثـقافة عالية، وضمير حي .
دفعني إلى ذلك ما أشاهده صباح مساء خصوصًا مع بداية أشهر الحج التي يتوافد فيها ضيوف الرحمن إلى مملكتنا الحبيبة من كل حدب وصوب، وتكثر فيها مشاريع الصيانة والتشغيل وإعادة التهيئة في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة .
وتحتاج الشركات إلى مزيد من الأيدي العاملة لإنجاز ما تُكلّف به من أعمال، ولا غرابة في ذلك، لكن المُفْترض على العاملين لبس الملابس المناسبة والخوذات الواقية والأحذية الآمنة والأحزمة الفسفورية؛ علاوة على وضع اللوحات الإرشادية بنوعيها المضيء والفسفوري والحواجز العاكسة، وكل ما من شأنه الوقاية من الحوادث، والسلامة من الإصابات .
الواقع الذي شاهدناه ونشاهده وبكل أسف عكس ما نتوقعه وما نتمناه، عمالة غير منضبطة بملابسهم التقليدية الرثة يعملون في الطرقات والمنشآت دون التقيد بأدنى معايير الأمن والسلامة، وتتفاجأ بما بحوزتهم من النواظير والمعدات وأجهزة الرفع المساحي دون حسيب أو رقيب، وتسير بجانبهم الدوريات الأمنية ودوريات الدفاع المدني، وتـُشاهد الملاحظات دون أن تحرك ساكنًا إلا فيما ندر !!!
كما أن المسؤولين في الشركة أو المؤسسة المُكَلفة بالعمل لا يهمهم سوى سرعة الإنجاز لتلافي غرامات التأخير !! دون وازع من ضمير يقودهم إلى التفكير في مصير ذلك العامل المغلوب على أمره لو أصابه مكروه أو حلت به كارثة .
ولعل ما تطرقت إليه في هذا المقال هو درس من الدروس المستفادة في مواسم الحج التي تحرص اللجان المسؤولة على معرفتها ومناقشتها، ووضع الحلول المناسبة لها .
وتمشيًا بالمقولة الجميلة (احذر تسلم)؛ فإنني أتمنى من الجهات المسؤولة متابعة التزام الشركات والمؤسسات متابعة والأيدي العاملة بوسائل الأمن والسلامة، مهما كان حجم العمل دون مجاملة لأحدٍ كائنًا من كان .
• كاتب رأي ومستشار أمني