أصبحت التنمية المستدامة ضرورةً ملحةً من أجل تلبية احتياجات الحاضر دون المساس بقدرة الأجيال المستقبلية، وهذا يعتمد على تحقيق التوازن بين الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية للتنمية وتكاملها؛ لأن ذلك مؤثر على مفهوم التنمية المستدامة وتحقيقها.
ويشمل البُعد البيئي الحفاظ على صحة البيئة، والحفاظ على التنوع البيولوجي، واستدامة الموارد الطبيعية؛ حيث يهدف إلى تحقيق التوازن بين أنشطة الإنسان والأنظمة البيئية المحيطة بها.
ولهذا البُعد اهتمام بموضوعات مثل: تغير المناخ، وحماية البيئة والمحافظة عليها بشكل عام؛ مما يؤدي في النهاية إلى تحقيق تنمية تُحافظ على البيئة وتمنع تدهورها؛ لضمان استدامة الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.
وتهدف التنمية المستدامة إلى تحقيق تنمية شاملة ومستدامة تُعزز العدالة الاجتماعية وتحمي البيئة من التدهور والعبث فيها، وتضمن رفاهية الجميع، وهذا يتطلب التعاون والتنسيق بين الجميع والتفاعل مع أهدافها لتحقيقها؛ من أجل الوصول إلى تنمية شاملة ومستدامة تُعزز العدالة الاجتماعية، وتحمي البيئة، وتضمن رفاهية الجميع.
إن التنمية القائمة على هذه المفاهيم تتطلب تعزيز التعاون من جميع أفراد المجتمع مع الجهات ذات الاختصاص، وتشجيعهم للمحافظة على البيئة باعتبارها المورد الثمين والوسط الذي يعيش فيه الجميع، وتنميته في جميع الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
إن المحافظة على البيئة والمساهمة في الحد من التدهور البيئي يتطلب تكاتف الجهود، وتكاملها في تأصيل القيم البيئية، وغرسها وتحقيق المبادئ التي تعزز المشاركة الفاعلة في جميع قضايا البيئة ومشكلاتها من أجل المحافظة على مكوناتها ومواردها لتنمية وترشيد استخدام تلك الموارد بما يُحافظ عليها للأجيال القادمة، وهذا يتطلب تحقيق الأهداف التالية:
1- رفع مستوى الوعي بأهمية المحافظة على الغطاء النباتي.
2- رفع مستوى الشعور بأهمية البيئة والمحافظة عليها.
3- تعزيز الشراكة المجتمعية في المحافظة على البيئة والغطاء النباتي، ومكافحة التصحر.
4- أن يتحول المحافظة على الغطاء النباتي ومكافحة التصحر إلى ثـقافة مجتمعية.
5- تشجيع الإبداع والابتكار في الوسائل والأدوات التي تسهم في المحافظة على الغطاء النباتي وتنميته.
6- تعزيز القيم البيئية لدى المواطنين والمقيمين في المحافظة على البيئة، ومنها: الغطاء النباتي ومكافحة التصحر.
ويجدر بنا جميعًا أن نُعزز مهام وأدوار المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، والمساهمة في المحافظة عليه وتفعيل أدائه، وأن يكون المواطن والمقيم في هذه البلاد المباركة هما خط الدفاع الأوَّل في حماية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر.
فلنكن جميعًا واعين بأهمية العناية بالغطاء النباتي ومكافحة التصحر؛ لنحقق السعودية الخضراء، وكذلك الشرق الأوسط الأخضر من أجل تنمية مستدامة تُحافظ على الموارد الحالية وتعززها في سبيل تحقيق الاستدامة وتطورها، فالجهود التي تبذلها الجهات المعنية بذلك تتطلب أن يكون هناك تعاون في تحقيق أهداف ومبادرات رؤية ٢٠٣٠، وتعزيز التنمية البيئية وتحقيق مستهدفات الرؤية من خلال برامج تسعى لتحقيق ذلك، وتعزيز دور المواطن والمقيم من أجل بيئة مستدامة تضمن التنوع البيئي والمحافظة عليه لمستقبل مستدام -بإذن الله تعالى-.
0