المقالات

تطوير التعليم والمخاض العسير‏

قناديل مضيئة

تمَّ الإعلان منذ أيام قليلة عن التقويم الدراسي للأعوام الخمسة القادمة، وضجّت مواقع التواصل الاجتماعي والمجالس العائلية بردود الأفعال التي صبت جام غضبها على الفصول الثلاثة، وترى أن إطالة العام الدراسي هدر للوقت، وله تبعاته الاقتصادية الكبيرة على الأسرة رغم أنني أرى أننا يجب أن نُفرق بين إطالة العام الدراسي وبين الفصول الثلاثة؛ فمن غير المعقول أن يكون العام الدراسي فصلين دراسيين في عشرة أشهر.
إن المُتتبع للشأن التعليمي في المملكة العربية السعودية يجد أن الدولة -رعاها الله- أولت التعليم عنايةً فائقة واهتمامًا منقطع النظير؛ أملًا في الوصول لمخرجات تعليمية توازي هذا الاهتمام وهذه المتابعة.. لقد مرّ التعليم في الأعوام الماضية بعدة منعطفات، أدت بدورها إلى الوصول إلى هذه المخرجات التي قد يراها المسؤول غير جيدة، ولا تليق ولا تُلبي طموح صانع القرار، وهنا يجب أن يعلم الجميع أن التعليم في المملكة العربية السعودية تتجاذبه ثلاث جهات رئيسية لكل جهة أهدافها الخاصة التي يجب أن تبرزها بوضوح وشفافية، وتشخص واقع الميدان قبل أن تمضي قدمًا في تحقيق أهدافها؛ فهيئة تقويم التعليم ووزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية ووزارة التعليم جهات أخذت على عاتقها أعباء ثقيلة، وكل جهة من هذه الجهات ترى أن إصلاح التعليم وتطويره يكون عن طريقها، ومن خلال بوابتها فأتت هيئة تقويم التعليم باختبارات ومقاييس عالمية أملًا في تشخيص واقع التعليم دون النظر في الأسباب التي أدت إلى ظهور نتائج لا تتماشى مع تلك المقاييس العالمية؛ حيث إن من غير المعقول أن تقيس نتائج تعليم بُني على طريقة معينة، وتقيس مخرجاته بطريقة مختلفة تمامًا عمّا طلب منه أما وزارة التعليم فالمأمول منها أكبر بكثير من دورها الذي تؤديه؛ فلا هي واكبت متطلبات مقاييس هيئة تقويم التعليم، ولا هي وقفت موقف المدافع عن مدارسها، وما يُدار فيها من عمليات التعليم والتعلم، وتسعى للتخلص من كل ذلك والتفرغ التام للعمل الإداري البحت أما ما يخص وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية؛ فهي ترى أن وظيفة التعليم شأنها شأن أي وظيفة تنطبق عليها كامل الضوابط الوظيفية دون النظر لخصوصية هذه المهنة وطبيعة عملها وبيئتها؛ فهمها الوحيد تطبيق اللوائح والأنظمة فقط لا غير مع العلم أن شاغلي الوظائف التعليمية لا يتمتعون بكثير من مزايا موظفي الدولة، بقي أن نعلم أن التعليم يمر بمرحلة مخاض عسير، ورغم كل ما ذُكر فإن المؤشرات والدلائل تُنبئ بمستقبل مشرق للتعليم، ولكن يجب الأخذ بعين الاعتبار أن التعليم يمس كل أسرة في المملكة العربية السعودية، ويجب أن يكون هناك وضوح تام للجميع وتكامل بين تلك الجهات، وإشراك الأسر ومنسوبي الميدان التربوي والتعليمي، ونسعى أن نكون يدًا واحدة لتحقيق الأهداف المرجوة بكل وضوح وشفافية.

ومضة كاتب
العلمُ عذبٌ في طريقٍ متعبَه
من رامَ شهدًا سار دربًا أتعبَه
لا يهتني شمَّ الورودِ وعطرِها

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. كفيت وأوفيت وأوجزت دكتور محمد
    هذا ما نبتغيه بالضبط من وزارتنا الموقرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى