المقالات

مراقبة الذات العليا والمنخفضة (1)

يُصنف عالم النفس الأمريكي المشهور مارك سنايدر، والذي حظيت بالدراسة على يديه في جامعة منيسوتا الأمريكية إبان البعثة للدكتوراة، أن الناس في سلوكياتهم وتصرفاتهم وتفاعلهم يصنفون إلى صنفين هما: مرتفعو مراقبة الذات ومنخفضو مراقبة الHigh Self Monitors vs Low Self Monitor فمن هم أصحاب مراقبة الذات المرتفعة؟ ومن هم أصحاب مراقبة الذات المنخفضة؟ وما هي السمات السلوكية لكل منهما؟ وما مصداقية هذه النظرية على أرض الواقع؟ وما مدى التعميم منها ثقافيًّا وأخلاقيًّا؟ يُعتبر البروفسور سنايدر صاحب هذه النظرية أن لكل نمط من أنماط هاتين الشخصيتين سلوكًا اجتماعيًّا مختلفًا عن بعضهما البعض؛ حتى يمكن تعريف صاحب كل شخصية بنمط السلوك المُمارس؛ فمثلًا أصحاب مراقبة الذات المرتفعة، يتسمون بالواقعية في سلوكهم وتصرفاتهم والمرونة في مواقف التعبير عن النفس في التفاعل الاجتماعي؛ فهم يقبلون بسلوك الآخر، ويتفاعلون معه، وإن اختلف معه في شكله وخلفيته ومعتقده وعاداته، بينما أصحاب مراقبة الذات المنخفضة يميلون لأن يتسموا بالدوغماتية والجمود في تصرفاتهم وسلوكهم؛ فلا يقبلون، ولا يعترفون بأفعال وسلوكيات إلا من يشابههم فلا مرونة لديهم في التصرفات والأفعال في أثناء تفاعلهم الاجتماعي، وزيادة على ذلك؛ فإن صاحب النظرية يرى أنه بمقياس الذكاء العام والاجتماعي، يتسم أصحاب مراقبة الذات المرتفعة بارتفاع مستوى الذكاء لديهم بعكس أصحاب مراقبة الذات المنخفض الذين ينخفض لديهم مستوى الذكاء؛ وبخاصة الذكاء الاجتماعي أما عن مستوى الصحة النفسية لدى كل نمط؛ فان الأول (المرتفع)، يتمتع بصحة نفسية عالية بينما النمط الثاني (المنخفض)؛ فهم يعانون كثيرًا في تكيُّفهم وصحتهم النفسية؛ نظرًا لعدم قدرتهم على التكيُّف، والتفاعل مع المواقف المختلفة، والسؤال الذي يمكن أن يطرحه من يقرأ عن هذه النظرية وأنماط الشخصية المرتبطة بها هو: هل هذه السمات تُورث أو تتعلم؟ وبالتالي هل يمكن الاختيار بينها أو تعديلها؟ وما مصداقية التعميم منها؟!
إن الإجابة على هذين السؤالين، يقتضي إفراده في مقال آخر مستقل، وبالله التوفيق..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى