إن الثروة الحقيقية لأي بلد تكمن في عقول أبنائها، فالإنسان سوف يظل أهم وأعظم مصادر الثروة؛ فالمال والموارد الطبيعية ليس لها قيمة كبيرة من دون العنصر البشري المُبدع، والمبتكر، الذي يُعد شرطًا أساسيًا لتحقيق النهضة والتنمية المستدامة في أي بلد.
وصدق “ابن الوردي” حين قال:
لا تقل أصلي وفصلي أبدا إنما أصل الفتى ما قد حصل
قيمة الإنسان ما يُحسنه أكثر الإنسان منه أم أقل
دعاني للكتابة مقال جميل حول أهمية العنصر البشري المبدع والمفكر في الارتقاء بالبلدان، خطه العالم الجيولوجي النرويجي من أصول عراقية الدكتور “فاروق القاسم”، والذي يُلقب بـ(أبو النفط النرويجي)، بعنوان: “استثمار العقول”، أترككم مع ما جاء في المقال بدون تعليق.
لا تحدثني عن ثروة أي بلد وأهله مشحونون بالحقد والعنصرية، والمناطقية والجهل والحروب.
“نيجيريا” من أكثر الدول غنى بالثروات والمعادن، ومن أكبر دول العالم المصدرة للبترول، ولكن انظر إلى حالها ووضعها، والسبب أن الإنسان فيها مُشبع بالأحقاد العرقية ومحمل بالصراعات!!.
فيما سنغافورة البلد الذي بكى رئيسه ذات يوم؛ لأنه بلد لا توجد فيه مياه للشرب..!! اليوم يتقدم بلده على اليابان في مستوى دخل الفرد..!!؟
في عصرنا الحالي الشعوب المتخلفة فقط هي التي ما زالت تنظر لباطن الأرض، ما الذي ستخرجه كي تعيش…!!؟ في الوقت الذي أصبح فيه الإنسان بحد ذاته هو الاستثمار الناجح والأكثر ربحًا.
هل فكرت وأنت تشتري جوال “جالكسي” أو “آيفون” كم يحتاج هذا التليفون من الثروات الطبيعية؟ ستجده لا يكلف دولارًا واحدًا من الثروات الطبيعية!!.
جرامات بسيطة من الحديد وقطعة زجاج صغيرة وقليل من البلاستك، ولكنك تشتريه بمئات الدولارات تتجاوز قيمته عشرات براميل النفط والغاز، والسبب أنه يحتوي على ثروة فكرية تقنية من إنتاج عقول بشرية ..!!؟
هل تعلم أن أثرياء العالم لم يعودوا أصحاب ثروات طبيعية؟ وإنما أصحاب تطبيقات بسيطة على جوالك؟ هل تعلم أن أرباح شركة مثل “سامسونج” في عام واحد 327 مليار دولار؟
نحتاج لمائة سنة لنجمع مثل هذا المبلغ من الناتج المحلي..!!؟؟
أيها الواهم بأن لديك ثروة ستجعلك في غنى دون الحاجة إلى عقلك! دَع عنك أوهامك فلا ثروة مع عقلية (الثور).
خرجت اليابان في الحرب العالمية الثانية، وفي أقل من خمسين عامًا انتقمت من العالم بالعلم والتقنية، وبقى الأغبياء يسألونك عن (مذهبك) أو من أي (قبيلة) أنت!!
انتهى المقال.
0