أتت استقالة الأستاذ لؤي ناظر ليست كالشعرة التي قصمت ظهر البعير، بل التي قصمت ظهره مع الهودج والخرج -إن وجد-. هذا الخرج الذي خراجه لم ينله الاتحاد بحكم أنه حبة تحت وحبة تحت. فحبة فوق شكلها صعب. استقالة الناظر صعبة؛ وخاصة إنه الناظر الذي كان أملنا أن يُحيي أعمال بقية أركان العاملين في كتاب الاتحاد (الحالي)؛ لأنه لم يرقَ إلى مدرسة وليس جامعة.
هذا الناظر خرج ويعد أو لن يعد علمي علمكم. ما الذي يجري في هذا النادي الذي من محطة إلى محطة ما هو قادر، ولو قيد أنملة أن يتخطى إرث السنة (المهكعة) التي مرت على النادي الموسم المنصرم، والذي صرم معه أحلام وأماني جمهوره الكبير. ونحن لا نعلم ما وراء الكواليس وما هي الأسباب الحقيقبة وراء استقالة رئيس جاء، وهو مفعم بكل التفاؤلات ليُعيد الاتحاد إلى المكان اللائق به، ومن ثم فالبطولات التي من ضمن عناصرها التوفيق والمنافسة العادلة ومن يكون بطلًا نرفع له العقال. فكلها أندية وطن ولكل نادِّ أحبته ورعاته. ولكن ما هذه الكواليس التي أعيت الناظر من أول همسة أو أول نظرة التي رأى أنه لن يعقبها سلام؛ فكلام فقرارات تصب في مصلحة الفريق وليست مواعيد في الهواء الذي ليس طلقًا فأوهام. من الذي يدير النادي الكبير في تاريخه وفي سنه الذي غدا مجرد رقم، ونخشى أن يكون رقمًا لا يلحق حتي مكانة الأحاد في هذا الموسم.
فرحنا وتوسمنا عندما سمعنا بداية من تشكيل إدارة نتعشم فيها الخير، ومن ثم ما سُرب من أخبار عن بعض التعاقدات التي رأينا أنها بداية الخير قطرًا ثم ينهمر. ولكن حتى الاستمطار يبدو لا يفلح مع غيمة الاتحاد التي يبدو أنها غيمة صيف رحلت مع أول رياح التفاهمات كيف ما كانت، والتي يظهر جليًّا أنها تفاهمات ينقصها التفاهم. فغيوم الاتحاد ليست مزنًا ينثر هتان الأمل. فغيومه على قد الحال، وليست من النوع الفاخر وعال العال.
نعود إلى استقالة الرئيس التي يبدو ستُسجل في موسوعة غينيس من ضمن أسرع الرئاسات فاقدة الصلاحية. نحن كمحبين لهذا النادي من حقنا أن نفهم ما الذي يجري. فالمعسكر يبقى له أيام معدودة للانطلاق، والفريق ليس فقط بدون لاعبين ولكن أيضًا بدون إدارة غير ربحية، وهي من اسمها يبدو أنها لم تربح ولن تربح، وينطبق عليها قول المتنبي:
ما كل ما يتمني المرء يدركه
تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
0