آراء متعددةالثقافية

“السريحي” يكتب “اعترافات متأخرة” عن الشعر والأدب: تنازلنا عن القيمة الفنية وساعدنا على انتشار الرداءة

نشر الأديب والناقد سعيد السريحي، سلسلة من التغريدات عبر حسابه على منصة إكس، بعنوان “اعترافات متأخرة”، يتناول خلالها عددا من الحقائق المتعلقة بالشعر والأدب.
وقال “السريحي” في تغريداته: “سأعترف أصالة عن نفسي ونيابة عن أصدقائي العاملين في مجال النقد، ولا أكاد استثني منهم أحدا، أننا أهملنا الشعر باعتباره شعرا وانصرفنا إلى أن نختار منه ما يقف شاهدا على ما نثيره من قضايا وما نبشّر به من نظريات، وأعترف أصالة عن نفسي ونيابة عن أصدقائي النقاد أننا بما كنا نقوم به إنما كنا نستخدم الشعر ولم نكن نخدمه”.

واستكمل: “أعترف أننا نحن الذين كنا ندعو إلى نقد نصوصي يعنى بالنصوص الشعرية في ذاتها ويعمل على كشف القيم الجمالية فيها، انتهينا إلى ما يمكن أن يكون غدرا بالنصوص والاكتفاء بالتقاط شواهدنا منها، وأعترف أننا نحن النقاد الذين كنا ندعو إلى النظر في النص باعتباره وحدة واحدة لا تتجزأ انتهينا إلى أننا لا نجد حرجا في التقاط البيت والبيتين لنطلق عليها حكما أو نُجري عليها تحليلا دون أن نضعها في سياقها باعتبارها جزءً لا يتجزأ من نص كامل متكامل”.

وتابع الأديب: “أعترف أن عملنا نحن معشر النقاد الذين كنا نظن أنفسنا جددا لم نتجاوز فيما انتهينا إليه ما كان يقوم به النحويون واللغويون والبلاغيون من اجتزاء للشواهد على حساب النص المتكامل، وأعترف أصالة عن نفسي وعن أصدقائي النقاد أننا كثيرا ما تنازلنا عن القيمة الفنية للشعر، مكتفين بما نجد فيه ما يقوم مقام الشواهد التي تدعم ما ننحو نحوه من نظريات أو الأمثلة التي نستعين بها على شرح مذاهبنا في النقد”.

وواصل الناقد الأدبي اعترافاته قائلا: “أعترف أننا تعالينا على النقد المعياري الذي كان من شأنه الكشف عن ضعف كثير من النصوص وزيف كثير من التجارب، فساعدنا بذلك على انتشار الرداءة وتناسل التجارب الزائفة، وأعترف كذلك أصالة عن نفسي ونيابة عن زملائي أننا غضينا الطرف عن وهن كثير من نصوص الشعراء الذين كان لهم فضل تأسيس حركة الحداثة، فاختلط الجيد من شعرهم بالرديء، وانحرفوا بذلك عما أسسوا له من قبل، وانقاد وراءهم شعراء اتخذوهم مثالا يُحتذى”.

واستطرد: “أعترف أننا لم نعط النقد الأدبي حقه، وبلغ الأمر بأن ادعى واحد منا موته وتواطأ الآخرون على إهماله، وخاصة الجانب المعياري منه، وكانت محصلة ذلك أن ساهمنا في تعطيل تطور النقد الأدبي وتوالد النصوص الرديئة وأسهمنا على نحو آخر في إفساد الذائقة، وأعترف أننا نحن معشر النقاد الذين كانت كل قصيدة تنتمي لحركة الحداثة تمثّل لنا حدثا ثقافيا، بتنا نجهل كثيرا من القصائد التي تنشر والدواوين التي تُطبع وإذا ما وقفنا على شيء من هذه أو تلك لم نتجاوز في حديثنا عنها الانطباعات التي لا تسمن ولا تُغني من جوع”.

واختتم الأديب سعيد السريحي اعترافاته بقوله: “تجاهل المفتونون منا بالتنظير، أولئك الذين يتوجون تعريفهم لأنفسهم بأستاذ النظرية، حقيقة أن النظريات الحقة إنما تنبثق من النصوص العظيمة، وليست تلك التي تُستلف أو تُستخلص ثم يقام الشواهد عليها من النصوص باعتبارها برهانا عليها وصك ملكية لها”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com