لا نهاية لمعوقات التفكير السليم، ومن هنا فإنه لا نهاية لحماقات البشر، وتبلغ الحماقة البشرية ذروتها في إعلان الحروب والاستغراق في تبرئة الذات، وتجريم كل الأطراف المناوئة.
في مطلع العصر الحديث نبّه “ديكارت” إلى تلقائية الحماقة واستثنائية الرُّشْد؛ فقد أكَّد:
(أنه لا يكفي أن يكون للإنسان عقل، وإنما المهم أن يُحْسِن استخدام عقله.. إن أكبر النفوس قابلة لأفظع الرذائل مثلما أنها قابلة لأعظم الفضائل).
إن العقل الفردي بطبيعة تكوينه يُزكي نفسه، ويتوهم التميز ومثلما يقول أريك دورتشميد:
(تكمن في كل إنسان جذور اليقين بميزاته الشخصية، وأنه يتمتع بحكمة لا يملكها غيره)
ويُنَبِّه الفيلسوف “تود سلون” بأن الأفراد يتبرمجون بتصورات ورؤى تتحكم بهم؛ فهي تنساب تلقائيًّا دون أن يعيها الفرد إلا وعيًّا جزئيًّا …..
لذلك فإن المفكرين يواصلون التذكير بضرورة تعميم وترسيخ وتطوير التفكير النقدي من أجل أن يكتسب الناس مهارات التفكير ….
كما أن عالم النفس الشهير “إدوارد دي بونو” قد سخَّر كل طاقته للتذكير بأن مهارة التفكير ليست تلقائية، وإنما يجب اكتساب هذه المهارة الأساسية اكتسابًا.. إن هذه المهارة الأساسية لا تُكتسب إلا بالاهتمام الشديد والتركيز التام.. إنها لا تُكتسب إلا بالتعلّم العميق، والعناية الدقيقة والممارسة المتكررة.. إنها أكثر دقةً من مهارة الجراحة أو مهارة الطيران أو مهارة الإدارة.. إن مهارة التفكير من أهم وألزم وأدق المهارات …..
0