المقالات

العانيّة بين الكذب والحقيقة

يمتاز أبناء وطننا الغالي بالتماسك والتكاتف والتعاون فيما بينهم في أفراحهم وأتراحهم سواءً على مستوى الأسرة أو الجيران أو القبيلة أو زملاء العمل، ومن ضمن هذا التكاتف والتعاون العانيات في الزواجات التي تُعتبر مشاركة العريس في تكاليف زواجه.
إلا أن بعض ما نُشاهده في بعض المناسبات عندما يحضر زملاء العريس يتقدم أحدهم ويسرد علوم الديرة والسيرة ثم يعلن مقدار العانية بعضها عشرات الألوف والبعض مئات الألوف، وربما تصل إلى نصف مليون ريال؛ فبلا شك أن بعض المبالغ الضخمة سوف تكون ما بين مكذب ومصدق لدى الحضور.
إلا أنها سرعان ما تنكشف الحقيقة مع اختلاف سلوم القبائل؛ فهناك بعض القبائل تعد المبلغ أمام الحضور لإثبات ذلك وإثبات جميل من يقدمه، وهنا يتضح أن العانية أقل مما ذكر بكثير، وإنما كان إعلان ذلك المبلغ الضخم بناء على طلب من العريس؛ لكي يجمل زملاؤه أمام ربعه وجماعته ومكانته هو كذلك عند زملائه.
ونسمع أيضًا أن بعض الآباء يضع مبلغًا من عنده على العانية التي تصله من قبيلته، ومن يشارك معهم من القبائل الأخرى المجاورة وجيرانه وبعض الأصدقاء، ويهمس في أذن من يجمعها أن يعلن المبلغ كذا كذا من أجل أن يتفاخر به أمام الحضور أن فلانًا جاءه عانية أو عطا مبلغًا وقدره.
لا يعلم أولئك المساكين أن الحضور يعلمون أن إعلان مثل تلك المبالغ لا تمت للحقيقة بصله ، وسوف تنقلب سلبًا عليهم.
فما هو موقف من يتخذ مثل هذه الأكاذيب من أجل أن يصنع لنفسه شهرة ومكانة مزيفة؛ فهذه الأساليب سوف تُقلل من مكانة صاحبها أمام ربعه وأمام عامة الناس، وهذا يعتبر ضحكة على عقول الحضور فأعتقد أن مثل هذه العينات من الناس يهمها المال ولا يهمها حضور الرجال، ولو كل عريس أو والده اعتبر صفوف الرجال هي المكسب الحقيقي ورأس المال، وحضورهم هو الشرف والفخر والاعتزاز الذي يفتخر به لما شاهدنا مثل هذه الأساليب الكاذبة وصنع جميل ومكانة، وتفاخر بطرق مزيفة دون احترام لعقول الحضور، لاسيّما أن هذه المبالغ الغير صحيحة قد تؤثر في نفوس اصحاب المدات الأقل منهم .
الحديث هنا عن أصحاب المبالغ غير الحقيقية التي لا تمت للواقع بصلة، ومن همهم الشهرة المزيفة والمال، وليس صفوف الرجال.
فهل تقبل عزيزي القارئ بمثل هذه العانيات المفبركة في زواجاتكم؟

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. الرازق في السماء والحاسد في الارض الله يرزق كل مسلم هناك من يحظر اغلب مناسبات القبيله وهذا رد جميلهم وهناك من يراقب الناس كم جاهم من راقب الناس مات هما الانسان لايشغل نفسه بغيره الحياه قصيره كل إنسان يحاول العيش بسلام نعم بعض الزواجات وصلت الفرقات فوق 500الف ريال اللهم ارزق كل إنسان على قدر نيته

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى