همس الحقيقة
ليس غريبًا أن يظهر سمو وزير الرياضة الأمير عبد العزيز بن تركي في حوار شامل مبسط للحديث بشكل مفصل وشفاف عن كثير من الأسئلة والاستفسارات التي تهم المشجع الرياضي البسيط الباحث عن المعلومة الصحيحة بما فيها من”حقائق” مدعمة بإحصائيات دقيقة، تخص دورينا وأنديتنا ومرحلة “تحدي”، ذكرها أميرنا المحبوب في سياق حديثه في عصر وصفوه سموه في نهاية الحوار بـ”الذهبي “.
-سبق لي أن كتبت تغريدة في منصة “آكس” معبرًا عن إعجابي الشديد واستمتاعي بهذا الحوار على أنني كنت عازمًا على تقديم قراءة مستفيضة للمحتوى القيّم جدًّا المفيد جدًّا الذي جاء على لسان المسؤول عن الحركة الرياضية في بلادنا إلا أن معالي الأستاذ/ إياد مدني الوزير والخبير الإعلامي بعدها بيومين قام بالمهمة على أكمل وجه، وفي الحقيقة ما جاء في تغريدته المطولة أجده “كفى ووفى” قراءة أنصفت الأمير الوزير ودعمت الأهداف التي يسعى إلى إظهارها وإبرازها من خلال هذا الحوار الرائع، وكان لمقدم الحلقة سقراط دور كبير في كشف “القناع” لما كان مخفيًا عبر أسئلة مستنبطة من الشارع الرياضي، ومتابعة دقيقة لما يُطرح في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي.
-العديد من الإشكاليات والقضايا الرياضية حرص سموه أن يكون “شفافًا” في الحديث عنها بكل صراحة من بينها رؤساء الأندية وأخطاء جسيمة وقعوا فيها تسببت في حرمان أنديتهم من التعاقد مع نجوم، كما تطرق إلى المنتخب ومعاناة مدربه “مانشيني” واللياقة الضعيفة عند اللاعب السعودي؛ إضافة إلى رأيه في النقل التلفزيوني للمباريات والمستجدات التي ستساهم في تحسينه بدءًا من الموسم الحالي، وكان عمل برنامج الاستقطاب مع كافة الأندية هو المحور الأساسي الذي اهتم به سموه كثيرًا، ولم يتردد بالإجابة على كل سؤال يُطرح موضحًا الكثير من الجوانب التي كانت مثار جدل إعلامي وجماهيري حول آلية العمل الذي يقوم به البرنامج، وإن كان هناك دعم خاص”تتميز” به أندية عن أخرى مشيرًا بشكل”صريح”.. إلى أن “الدعم المالي للأندية الذي قدم لها بالموسم الماضي” متساوٍ وغير متساوٍ “شارحًا ماذا يعنيه من هذه الفروقات المادية على عكس تمامًا عما جاء على لسان بعض الكتّاب والنقاد في البرامج الرياضية و”استماتتهم” بالدفاع عن الجهات المعنية بتأكيدات منهم.. بـ “تساوي” الدعم وبالذات أندية الشركات؛ إضافة إلى أن سموه الكريم وفق بـ”لباقة” شديدة في “تصحيح” بعض المعلومات التي سبق أن تحدث بها المشرف العام على برنامج الاستقطاب الأستاذ/ سعد اللذيذ، حتى الأندية التي عانت من “مشاكل” إدارية ومالية بالموسم المنصرم مفضلًا سموه الدفاع عنها مستبدلًا كلمة مشاكل بـ”تحديات”، وهو وصف بليغ لمرحلة “مختلفة” تتطلب منهم استيعاب تحولاتها والاستفادة من متغيراتها ودروسها .
-لعل أكثر ما لفت انتباهي في حديث سمو وزير الرياضة قوله: “لما استمعت لما جاء في الإعلام وكلام الجمهور وأنمار الحائلي طلبت من برنامج الاستقطاب إفادة لمعرفة إيش يللي ساير والمعطيات التي تمت؟”
“لن أتطرق إلى التوضيح المفصل الذي جاء على لسان سموه وفق ما وصله من إفادة، إنما المهم كان عندي وزاد من إعجابي بهذا الأمير الشاب مدى حرصه على متابعة ما يُطرح في الإعلام من آراء وأحاديث الجمهور إذا ما وجد ما يدعوه إلى”التحقق” لمعرفة الحقيقة من قبل الجهة المختصة؛ ليتأكد بنفسه أين موقع الخلل أو القصور أو الخطأ الذي يحتاج إلى معالجة منه كمسؤول عن منظومة رياضية متكاملة.
-هذا الاهتمام حقيقة “يثلج الصدر” ولكن ليسمح لي سموه أن يقابل هذا الاهتمام “مكاشفة” سريعة لما اتخذ من إجراءات متفاعلة لما يُطرح إعلاميًا وجماهيريًا، ونشر بيان توضيحي في حينها كحالة دعم لأي “مسؤول” إذا كان على حق، وإذا كان على خطأ في أداء عمله أو معلومة غير صحيحة ذكرها لن يتم السكوت عليها؛ ليعلم جيدًا أنه سيجد نفسه وجهًا لوجه أمام الحقيقة ومحاسبة “مكشوفة” للعيان “تفضح” عدم مصداقيته؛ فيدرك بعد ذلك أن هناك عيونًا “مفتحة” ستكشفه “أولا بأول” أمام الرأي العام إن لم يوفق أداء عمله ومسؤولياته كمسؤول في أي “موقع” كان.
-في ختام هذا الهمس أقول: أهلًا ومرحبًا بهذه “الحوارات المفتوحة” التي تضع “النقاط على الحروف” بمنتهى”الشفافية والصدق”، ولا وألف لا ومليون لا لـ”الضبابية” والفكر المنغلق الرافض للحوار.