المقالات

المملكة تشمر عن ساعدها استعدادا لموسم حج 1446هـ

 الرواق

وللحج هيبته وبهائه، فحين تكتسي البقاع الطاهرة بالبياض النقي، وتبتهل الحناجر ملبية ومهللة لتعانق السماء، تتوحد النفوس أمام الخالق سبحانه وتعالى في الرحلة القاصدة طمعاً في الرحمة والمغفرة، لا فرق في العرق أو اللون أو اللسان، تتجاوز الاختلافات الثقافية والطبقية فتتجلى معاني الوحدة قاصدة الديان، ثم تتحرك المدينة المليونية البيضاء بين المشاعر المقدسة في انتظام فريد وتهيئة مثالية للحشود صعوداً وهبوطاً، مع توفر الطعام والشراب وكل الاحتياجات المهيأة بدقة واتزان.
هنا المملكة العربية السعودية، تبدأ مع نهاية كل موسم في الاستعداد للموسم المقبل بذات الهمة والمحبة، تجند كافة طاقتها لخدمة ضيوف الرحمن، تقدم حزماً متراصة من التسهيلات والخدمات التي تضمن التيسير والأمان لتجمع كبير يثير المشاعر وتكتسب فيه التجارب الروحية والنفسية لدى الحجاج، حيث يُسهم موسم الحج في تحقيق الوحدة والتماسك بين المسلمين على المستوى الفردي والجماعي، وهذا الأمر له أهمية بالغة في ظل التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية اليوم.
بدأت المملكة في تطبيق الحج الذكي، وذلك ضمن حزم متعددة من الخدمات المتكاملة في النقل والصحة والسكن والأمن والتنظيم، كل ذلك دون من ولا أذى فضيوف الرحمن أولى بالرعاية والعناية، وكل الحراك والتنمية المتواترة في كافة المرافق والقطاعات تقدمها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهد الأمين رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز – حفظهم الله – بكل أريحية ومحبة لضيوف الرحمن في مواسم الحج والعمرة والزيارة، فالحكومة تستنفر كل طاقاتها وقدراتها، دون حساب لأي تكاليف حتى تضمن أمن وراحة الحجاج.
والخبرات التراكمية على مدى نحو 100 عام خدمت فيها المملكة نحو 100 مليون من ضيوف الرحمن رسخت مفاهيم وخبرات كبيرة يستفاد منها عام بعد آخر، بل وأصبحت المملكة مرجعا في علو إدارة الحشود، وما الاستعداد المبكر للموسم إلا بعضاً من هذا النتاج، وهو الإعلان عن الاستعداد لحج 1446هـ قد بدأ قبيل إنهاء الموسم السابق، وذلك من خلال الكلمة التي ألقاها معالي وزير الحج والعمرة الدكتور توفيق الربيعة خلال حفل “ختامه مسك”.
شركات الطوافة بدأت كذلك استعداداتها للموسم مبكراً اتساقاً مع حراك القطاعات الحكومية حيث تشكل جميع الجهات منظومة واحدة تتكامل لتقديم خدمات تليق باسم المملكة العربية السعودية لتنتج مخرجات تتحدث عن نفسها وسط كافة أقطار العالم.

– رئيس مجلس إدارة شركة حجاج تركيا وأوروبا وأمريكا وأستراليا “السراة”

د. طارق حسن كوشك

رئيس مجلس إدارة شركة مطوفي تركيا عضو هيئه التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز سابقًا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى