المقالات

تركيا والسعودية…علاقات متميزة ومصير مشترك

وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان الذي زار اسطنبول قبل أيام يقول : “أنا رابع وزير سعودي يزور تركيا خلال شهر .وهذا يدل على الاهتمام الكبير من المملكة العربية السعودية وتركيا لتحقيق التعاون”.
شهر حافل بالزيارات السعودية إلى تركيا فقد أجرى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان زيارة إلى مدينة اسطنبول الأحد 14 يوليو 2024 هي الرابعة من نوعها لوزراء من المملكة خلال أسبوعين بعد زيارتي وزير الدفاع، الأمير خالد بن سلمان، ووزير الشؤون البلدية والقروية والإسكان، ماجد الحقيل، وعبد الله الربيعة المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.
وجاءت زيارة الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية إلى اسطنبول والتي تكللتْ بتوقيعِ البروتوكول المعدلِ لإنشاء مجلسِ التنسيقِ السعوديِ التركيِ، بالإضافةِ إلى الإعلانِ عن قرب انعقادِ دورة جديدة من المجلسِ في العاصمةِ الرياض لتدشن مرحلة جديدة في العلاقات التركية السعودية.
من الواضح أن زيارة الأمير فيصل ستكون مقدمة لمرحلة جديدة من العلاقات، في ظل التطورات والتوازنات الجديدة في المنطقة كما يمكن التنبؤ بأن المرحلة القادمة في مسار العلاقات السعودية التركية ستقوى مدفوعة بشكل رئيسي برغبة البلدين في التعاون الإقليمي في ظل القضايا الشائكة في المنطقة من حرب غزة إلى الوضع في السودان مرورا بالحرب الروسية الأوكرانية والإنتخابات الأمريكية المرتقبة.
كما جاءت زيارة وزير الدفاعِ السعوديّ الأمير خالد بن سلمان إلى أنقرة لتجسيدِ مظاهرِ التعاونِ والتكاملِ بينَ المملكةِ وتركيا في العديدِ من المجالاتِ (التجاريةُ والاستثماريةُ) وأيضا العسكريةُ.
أما زيارة وزيرِ الشؤونِ البلديةِ والقرويةِ والإسكانِ ماجد الحقيل إلى اسطنبول فقد تمخضت عن ربطُ شركاتِ المقاولاتِ بينَ البلدينِ عبر خلقِ تحالفات في المشاريعِ التنمويةِ الكبرى، وزيادةِ المزايا التنافسيةِ، وإنشاءِ محطاتٍ متبادلة للاستثمارِ بينَ البلدينِ.
كما أن البعد الإنساني لم يكن غائبا في زيارات المسئولين في المملكة لتركيا فقد دشن المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الربيعة في ولاية هاتاي جنوب تركيا “سمع السعودية” التطوعي للتأهيل السمعي و زراعة القوقعة للمتضررين من الزلزال في سوريا وتركيا،والذي يعد أكبر حدث إنساني تطوعي لزراعة القوقعة والتأهيل السمعي حول العالم.
وعكست الزيارات المتتالية لكبار المسئولين في المملكة لتركيا مؤخرا حجم التطور الكبير الذي تعيشه العلاقات التركية السعودية في عهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.
هذه الزيارات والتحركات السعودية تأتي في وقت تشهد فيه العلاقات الثنائية بين السعودية وتركيا تطورا ونموا في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والدفاعية، وتتوافق وجهات نظر البلدين الصديقين وأرؤاهما حيال الكثير من القضايا المشتركة.
كما تكتسب العلاقات أهمية خاصة في ظل تسارع التغيرات الدولية والإقليمية التي تتطلب تبادل الآراء وتنسيق المواقف بين المملكة والدول الصديقة التي تتبوأ تركيا منها موقعا متميزا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى