كتبت عن (مشكلة القرود) مقالين الأول عام 2021م بعنوان: (ظاهرة وكارثة القرود) والآخر عام 2023م بعنوان: (ظاهرة وكارثة القرود بين عامين). وكتب غيري الكثير في هذا الخصوص.
وبعد هذه المدة فإنني وغيري يتساءل ماذا يحدث؟ فالمشاهد يرى أن القرود لا زالت (في تزايد مستمر)، والسائح والزائر للطائف والباحة وعسير وسواحل تهامة وبعض أجزاء منطقة المدينة المنورة الجنوبية يجدها (في تزايد مستمر جماعات)، ويشاهد تكاثرها وتعديها على المنازل والقرى والمنتزهات والمطاعم بل بلغت محاولة اختطاف الأطفال.
وبالعودة لحُقبة زمنية ماضية تُقارب 30 أو 40 سنة ماضية، سنجد أنها بدأت كمشكلة صغيرة في (الطائف وبعض المواقع الجبلية والسهول) ثم بدأت في التزايد عامًا بعد آخر؛ لتشمل مناطق أخرى، وأصبحت تلك الظاهرة مشهدًا مألوفًا للسواح والزوار للمناطق السياحية، ولمن يسير بسيارته من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة.
للأسف الشديد فما كان (مشكلة صغيرة لحد ما) قبل عدة سنوات أصبح منذ ما يُقارب الثماني أو العشر سنوات الماضية (ظاهرة) شئنا أم أبينا، اقتنعنا أم لم نقتنع، ولن ينفع أن نبرر أو نُجامل بالرغم من الجهود الكبيرة والجبارة من الجهات الحكومية ذات الاختصاص، ومنها الجهود الممتازة والمشكورة لوزارة البيئة والمياه والزراعة والمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية (بتنظيماتهم السابقة والحالية)، واثقًا أن في جعبتهم خططًا وبرامج إيجابية كثيرة تُضاف إلى برامجهم ومشاريعهم وخططهم الحالية التي أرى أنهم لا بد أن يعيدوا دراسة نتائجها، ومن أبرزها مشروعان أو برنامجان هما :
أولًا: مشروع البرنامج العقابي والغرامات على كل مواطن أو مقيم يقوم بإطعامها.
ثانيًا: مشروع عمل مصائد لها من خلال تجميعها في (حاويات شبوك)، والتعامل معها لاحقًا حسب ما يقررونه.
هذان المشروعان اللذان بدآ منذ حوالي السنة يجعلني أطرح ومن مبدأ الشفافية (حسب تعليمات القيادة أعزها الله) عدة تساؤلات وأتمنى أن أستمع لإجابات عليها وهي:
السؤال الأول:
كم حجم الغرامات التي تم إصدارها وتحصيلها من المواطنين والمقيمين المخالفين؟ وهل تكاليف المشروع وصيانته ومراقبته وتشغيله متناسبة مع النتائج من كافة جوانبها (جانب تناقص أعدادها وجانب الغرامات الصادرة وجانب المبالغ المُحصلة)؟
السؤال الثاني:
هل القرود التي لم تجد طعامًا من (المواطن والمقيم) توقفت عن الأكل وتناقصت وماتت؟ أم أنها ذهبت بفطرتها لتبحث عن طعامها داخل القرى والبيوت والمزارع وسيارات المارة وحتى المطاعم والمتنزهات ناشرة فيروساتها الخطيرة؟
السؤال الثالث:
ماذا فعلت البلديات والمراكز الصحية ومركز حماية البيئة من دعم صحي وتعقيم للبيوت والمزارع والمحاصيل الزراعية من فيروساتها؟
ونفس الحال ماذا فعلت تجاه المطاعم (التي ليس لها ذنب) وتجاه المنتزهات (التي شاهدنا القرود تسرح وتمرح وتبحث عن الطعام وتحصل عليها غصبًا عن الجميع)؟ فهل أغلقت البلدية مؤقتًا تلك المطاعم والمنتزهات ودعمتها صحيًا من خلال التأكد من عدم إصابة الزبائن والعمال ومكونات المطعم ومرافق المنتزه من الفيروسات المتعددة، ومنها فيروس جدري القردة “إمبوكس Mpox” الذي نوهت وزارة الصحة مشكورة عن خطورته.
السؤال الرابع :
كم النسبة التقريبية ومعدل أعداد القرود التي تم القبض عليها داخل الشبوك؟ وما هي النتائج وانعكاسها على تدني هذه الظاهرة؟
السؤال الخامس:
ألا توجد قناعة لدى من يتعامل مع هذه الظاهرة بأن استمرارها يُعتبر ضد الخطط الإستراتيجية لتنامي قطاع السياحة في هذه المناطق! فمن هو السائح الذي سيكرر تجربته ويستأمن القرد على أطفاله وصحتهم وسلامة طعامهم؟
إضاءة:
كم نحن بحاجة للرد من المتحدث الإعلامي من كل جهة عن تلك التساؤلات وعن خططهم الميدانية الفعلية؟ وعن أسباب تزايدها أمام الجميع؟
الخاتمة:
أرى أن الحاجة (للتفكير خارج الصندوق) مهم جدًا في هذا الوقت أكثر من أي وقت مضى؛ فالظاهرة مستمرة في التزايد بل وزادت رقعتها الجغرافية؛ داعين الله أن لا تكون فيروسات القردة منتشرة وخاصة (فيروس جدري القرود “إمبوكس”Mpox )، والخوف كل الخوف أن لا يكون الإنسان في بلدنا هو الضحية، ومن ثم يصبح مصدر انتشاره داخل أسرته ومجتمعه !!.
ولتحقيق النجاح لتلك الورش فإنني أرى أنه لا بد من فتح المجال لورش عمل جماعية تطوعية، تتبناها الوزارة والمركز الوطني للحياة الفطرية مع شركائها من القطاعين العام والخاص بشرط مشاركة المواطنين المهتمين والخبراء المتخصصين والخبراء؛ بشرط مشاركة مركز الفيروسات في وزارة الصحة والجامعات للخروج بتبني خطط تنفيذية فعلية.
والسلام ختام