كثيرة هي الطرق التي يسلكها الناس في حياتهم اليومية على مختلف فئاتهم العمرية.
بعض تلك الطرق تصل بسالكها للهدف الذي سار من أجله ، وبعضها يتفاجأ قائد الرحلة بأن الطريق مسدود.
كتبتُ هذا المقال بعد نشر مقطع مرئي جميل شاهدته صباح اليوم الثلاثاء ١٧ محرم ١٤٤٦هـ على منصة “x”، وكُتب عنه (في نفود الثويرات – بمحافظة الزلفي) ، حيث أظهر الفيديو مركبة تسير على طريق معبد وسط النفود تمَّ تصويره بجودة عالية، وصاحَبه موسيقى هادئة ، وأظهر الرمال الذهبية بشكل جميل ، وبعد سير طويل وجد قائد المركبة أمامه عقمًا ترابيًّا يرشد لنهاية الطريق ، وقد تجاهل قبل ذلك لوحة إرشادية كُتب عليها عبارة “نهاية الطريق”.
قد يكون المقطع دعائيًّا ومن الواجب أن أشيد به ، وبكل الجهود المبذولة من حكومتنا الرشيدة على كافة المستويات.
في الجانب الآخر من المقطع تخيلتُ مشاعر قائد المركبة، واستشعرت حالة التوتر التي كان عليها والخسائر التي تكبدها سواءً المتعلقة بإهدار الوقت أو استنزاف الوقود ، وكذلك الصحة والمجهود.
هذا الموقف ذكّرني بحال بعض الشباب الذين وقعوا في براثن مروجي المخدرات، والسبب مشيهم في طرق مغلقة.
ومن محاسن الصدف جاء المقال تزامنًا مع الحملة الأمنية «الحرب على المخدرات» التي يقودها رجل الجودة والإتقان، سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والتي تشرف عليها وزارة الداخلية بالتعاون مع الجهات الأمنية، حيث أسفرت عن ضبط عدد من مروجي المواد المخدرة، وقد تنوعت ما بين الإمفيتامين والحشيش، وأقراص خاضعة لتنظيم التداول الطبي، وكذلك نبات القات المخدر وغيرها.
هذا الطريق الذي سلكه بعض الشباب -هداهم الله- وأعني طريق المخدرات قادهم للتوقيف والتحقيق والمحاكمة، وأدخلوا أنفسهم في أنفاق مظلمة، وجعلوها عُرضةً للخوف والقلق على المستقبل المجهول، بعد أن تجاهلوا النصح والتوجيه، فكثيرٌ منهم خائف على سمعته، وبعضهم خائفٌ على وظيفته، وقليل منهم يفكر في أهله ومعاناتهم النفسية والعصبية جراء فعلهم.
أقول لهؤلاء الشباب: اتقوا الله في والديكم وأهاليكم فقلوب الوالدين كأفئدة الطير، فليس من المعروف أن تشقوهم بعد كل هذه السنين، فقد كانوا يحلمون برؤيتكم وينتظرون قدومكم بشغف، ويمنّون أنفسهم بصلاح حالكم بين أقرانكم، وما زالوا بكم يفاخرون ويتفاخرون؛ فساعدوهم على تحقيق آمالهم وأحلامهم.
ختامًا
بعض الطرق حتى وإن بدأت جميلة في بدايتها، إلا أن نهايتها قد تكون نهاية لطموحات الشباب، وقتل أحلام مشاعر والديهم..
وقفت على بعض حالاتٍ كان الوالدان يجهشان فيها بالبكاء على حال فلذات الأكباد وليت الأبناء يستشعرون حب والديهم لهم وخوفهم عليهم، فإن لم يستطيعوا برهم فلا يساهموا في قتلهم..
وأخيرًا
رئاسة سمو ولي العهد الأمير الشاب محمد بن سلمان لحملة «الحرب على المخدرات» في ظني نابع من اهتمام سموه بشباب الوطن، وحرصًا منه على الأخذ بأيديهم لبناء مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح.
وإذا كان مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة فأولى خطوات العودة لطريق السلامة السير على منهج قويم ينبثق من رؤية الوطن وقطارها السريع الذي يقوده أمير الشباب محمد بن سلمان.
1
طرقكم لهذا الباب أمر محمود من قادة الرأي، فأمر الوقاية من هذه الآفة ينبغى أن تصاحبه النصائح لمن وقع بالفعل في براثن هذا الوحش الذي لا يرحم… حفظكم الله وسدد خطاكم